"لله دره فارسا"، و"من المتقارب":
510-
"أقول لها حين جد الرحيـ ... ـل: أبرحت ربا" وأبرحت جارا
فإنهما وإن كانا فاعلين معنى -إذ المعنى: عظمت فارسا وعظمت جارا- إلا أنهما غير محولين؛ فيجوز دخول "من" عليهما، ومن ذلك: "نعم رجلا زيد"، يجوز فيه: نعم من رجل، ومنه قوله "من الوافر":
511-
"تخيره فلم يعدل سواه" ... فنعم المرء من رجل تهامي
__________
510- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص99؛ وجمهرة اللغة ص56، 275؛ وخزانة الأدب 3/ 302، 305، 306؛ وسمط اللآلي ص388؛ وشرح التصريح 1/ 399؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1263؛ والكتاب 2/ 175؛ ولسان العرب 2/ 411 "برح"؛ ونوادر أبي زيد ص55؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 367، 404؛ والفاخر ص280.
شرح المفردات: جد الرحيل: تحقق. أبرح: عظم. الرب: هنا الملك الذي يقصده.
المعنى: يقول الشاعر لناقته التي ارتحل عليها إلى ممدوحه: ما أعظم هذا الملك الذي تقصدينه، فإنه سينسيك المشقة والعذاب بكثير رفده وعطائه.
الإعراب: "أقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "لها": جار ومجرور متعلقان بـ"أقول". "حين": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"أقول"، وهو مضاف. "جد": فعل ماض. "الرحيل": فاعل مرفوع. "أبرحت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "ربا": تمييز منصوب. "وأبرحت جارا": معطوفة على "أبرحت ربا" وتعرب إعرابها.
وجملة "أقول لها" ابتدائية لا محل لها من الإعراب وجملة "جد الرحيل" في محل جر بالإضافة. وجملة "أبرحت ربا" في محل نصب مفعول به. وجملة "أبرحت جارا" معطوفة على جملة: "أبرحت ربا".
الشاهد فيه قوله: "ربا ... جارا" فإنهما تمييزان يجوز جرهما بـ"من" لأنهما وإن كانا في المعنى فاعلين، لكنهما غير محولين عن الفاعل صناعة.
511- التخريج: البيت لأبي بكر بن الأسود المعروف بابن شعوب الليثي في الدرر 5/ 211؛ وشرح التصريح 1/ 399، 2/ 96؛ وشرح المفصل 7/ 133؛ والمقاصد النحوية 3/ 227؛ 4/ 14؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 395، والمقرب 1/ 69؛ وهمع الهوامع 2/ 86.
شرح المفردات: تخيره: اصطفاه. يعدل: يسوي. تهامي: منسوب إلى تهامة، وهي بلاد شمال الحجاز.
المعنى: يقول راثيا هشام بن المغيرة: إن الموت قد اصطفاه ولم يسو بينه وبين غيره من الناس، ولنعم هذا التهامي من رجل كامل الصفات.
الإعراب: "تخيره": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو"، والهاء ضمير في =