كتاب الأصل المعروف بالمبسوط للشيباني (اسم الجزء: 2)

مُحَمَّد عَن أبي حنيفَة رَفعه إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْغسْل على الْمَرْأَة ترى فِي منامها مثل مَا يرى الرجل
قلت أَرَأَيْت رجلا أكل فِي شهر رَمَضَان أَو شرب أَو جَامع نَاسِيا فَظن أَن ذَلِك يفْسد عَلَيْهِ صَوْمه فَأكل وَشرب وجامع مُتَعَمدا لذَلِك مَا عَلَيْهِ قَالَ عَلَيْهِ أَن يقْضِي ذَلِك الْيَوْم وَلَا كَفَّارَة عَلَيْهِ قلت وَكَذَلِكَ لَو تسحر بعد طُلُوع الْفجْر وَهُوَ لَا يعلم بطلوعه أَو أفطر قبل غرُوب الشَّمْس وَهُوَ يرى أَن الشَّمْس قد غَابَتْ فَأكل بعد ذَلِك أَو شرب مُتَعَمدا لذَلِك قَالَ نعم لَا كَفَّارَة عَلَيْهِ لِأَن صِيَامه كَانَ فَاسِدا وَلِأَنَّهُ قد وَجب عَلَيْهِ قَضَاء ذَلِك الْيَوْم حِين أكل قبل غرُوب الشَّمْس أَو تسحر بعد طُلُوع الْفجْر وَهُوَ لَا يعلم بطلوعه
قلت وَكَذَلِكَ لَو أَنه أكره على طَعَام أَو شراب فِي رَمَضَان فَأكل وَشرب ثمَّ تعمد الْأكل وَالشرب وَالْجِمَاع بعد ذَلِك قَالَ نعم لَا كَفَّارَة عَلَيْهِ وَعَلِيهِ قَضَاء ذَلِك الْيَوْم قلت لم وضعت عَنهُ الْكَفَّارَة قَالَ لِأَن صَوْمه قد كَانَ فسد قبل أَن يتَعَمَّد لشَيْء من ذَلِك قلت وَكَذَلِكَ لَو أَن امْرَأَة استكرهها رجل فِي شهر رَمَضَان وَهِي صَائِمَة ثمَّ طاوعته بعد ذَلِك أَيْضا لم يكن عَلَيْهَا كَفَّارَة لِأَن صَومهَا قد كَانَ فسد حِين استكرهها وعَلى الرجل الْقَضَاء وَالْكَفَّارَة قَالَ نعم

الصفحة 211