كتاب الأصل المعروف بالمبسوط للشيباني (اسم الجزء: 2)

امْرَأَته الَّتِي ظَاهر مِنْهَا بِاللَّيْلِ قَالَ عَلَيْهِ أَن يسْتَقْبل الصَّوْم لِأَن الله تبَارك وَتَعَالَى يَقُول {فَصِيَام شَهْرَيْن مُتَتَابعين من قبل أَن يتماسا} قلت أَرَأَيْت إِن جَامعهَا نَهَارا نَاسِيا لصومه قَالَ عَلَيْهِ أَن يسْتَقْبل الصَّوْم من أَوله قلت لم وَلم يفْطر قَالَ لِأَن الله تَعَالَى يَقُول {من قبل أَن يتماسا} وَهَذَا لَا يكون أَهْون من جمَاعه بِاللَّيْلِ مُفطرا وَلَكِن عَلَيْهِ أَن يسْتَقْبل الصّيام فِي هذَيْن الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا لِأَنَّهُ قد جَامع وَقد قَالَ الله تَعَالَى {من قبل أَن يتماسا} وَهَذَا قَول أبي حنيفَة وَمُحَمّد وَقَالَ أَبُو يُوسُف يجْزِيه صَوْمه ذَلِك وَلَا يسْتَقْبل وَلَو جَامع غَيرهَا من نِسَائِهِ بِالنَّهَارِ نَاسِيا أَو بِاللَّيْلِ ذَاكِرًا أَو نَاسِيا فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء
قلت فَلَو كَانَ عَلَيْهِ صِيَام شَهْرَيْن من قتل أَو صِيَام من كَفَّارَة يَمِين أَو قَضَاء رَمَضَان فجامع لَيْلًا أَو نَهَارا نَاسِيا لصومه لم يضرّهُ وَأتم مَا بَقِي من صَوْمه قَالَ نعم
قلت أَرَأَيْت الْمَرْأَة يجب عَلَيْهَا شَهْرَان متتابعان فتحيض فيهمَا أتستقبل الصّيام أم كَيفَ تصنع قَالَ إِن كَانَ الْحيض يُصِيبهَا فِي كل شهر لَا بُد لَهَا مِنْهُ فعلَيْهَا أَن تقضي أَيَّام حَيْضهَا وَلَا تسْتَقْبل الصّيام

الصفحة 219