كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

{وَقِثَّائِهَا} هو بِضَمِّ القَافِ.
- ويُقَالُ: جِزَرٌ بِكَسْرِ الجِيمِ، وَجَزَرٌ، وَهِيَ الإسْفِنَارِيَّةُ (¬1) وتُسَمَّى الأسطفلين، وَهِيَ لُغَة شَامِيّة.

[مَا جَاءَ فِي بَيعِ العَرِيَّة]
والعرية: النَّخْلَةُ يُعْطِيهَا الرَّجُلُ الفَقِيرَ (¬2)، قَال سُوَيدُ بنُ صَامِتٍ
¬__________
= التَّخريج الآتية، ولعل ذلِكَ سَهوٌ من المُؤَلِّفِ -عَفَا اللهُ عَنْهُ-، سَبق ذِهْنٍ مع احتمال صحَّة نسبة القراءة إلى يَحْيَى بنُ يَعْمُر إلَّا أَنَّني لم أقف عليها منسوبة إليه؛ لذلِك غلبَ على ظَنِّي أنَّه سَهْوٌ. وتابعَ المؤلِّفَ عَلَى هَذِهِ النِّسبة اليَفْرَنيُّ في "الاقتضاب" فَنَسَبَهَا أيضًا إلى يَحْيَى بن يَعْمُر، وذكرَ المُحَقِّقون من عُلَمَاءِ القراءات والنَّحْو والتَّفْسير أَنها قِرَاءَةُ يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، وَأَشْهَبَ، وَطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ. يُراجع: مَعَاني القُرآن للزَّجَّاج (1/ 143)، وإعراب القرآن للنَّحاس (1/ 181)، والمحتسب (1/ 87)، والمُحرر الوجيز (1/ 315)، وزَاد المَسير (1/ 88)، وتفسير القرطبي (1/ 424)، والبحر المحيط (1/ 223)، قال ابنُ الجَوْزِيِّ في زاد المسير: "وفي القُثَّاء لُغَتَان؛ كَسْرُ القَافِ وضَمُّهَا، والكَسْرُ أَجْوَدُ، وبِهِ قَرَأ الجُمْهُور. وَقَرَأَ ابنُ مَسْعُود، وأَبُو رَجَاء وَقَتَادَةُ، وَطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ، وَالأعْمَشُ بضمِّ القافِ. قال الفرَّاءُ: الكَسْرُ لُغةُ أَهْلِ الحِجِازِ، والضَّمُ لُغةُ تَمِيمٍ وبَعْضِ بني أَسَد". وَقَوْلُ الفَرَّاءِ هَذَا لم يَرِد في معاني القرآن المَطْبُوع، فلعلَّه في رواية أخْرَى للمَعَانِي.
(¬1) في شِفَاءِ الغَلِيلِ للشِّهَابِ الخَفَاجِيِّ: "الجَزَرُ الأسفناريةُ، وأهلُ الحجازِ يُسَمُّوْنَهُ الجَزَرَ".
(¬2) مَا ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ هُنَا هُوَ التَّعْرِيفُ اللُّغَويُّ للعَريَّة، وأمَّا تَعْرِيفُها الاصْطِلاحِيُّ عندَ الفُقَهَاءِ: "فهو أن يَجيءَ الرَّجُلُ إلى صاحِبِ الحَائِطِ فَيقُول له: بعني من حائطك تَمْرَ نَخَلاتٍ بِأعْيَانِهَا بخَرْصِهَا من التَّمْرِ فيبيعَهُ إيَّاها ويقبض التَّمْرَ ويُسَلِّمُ إليهِ النَّخَلات يأكلُهَا وَيُتمِّرُهَا" هَذَا كَلامُ أَبي مَنْصُوْرٍ الأزْهَرِيِّ في الزَّاهر (206)، ويُنظر: تحرير ألفاظ التنبيه (180)، وتهذيب الأسماء واللُّغات (2/ 2 / 18)، والمُعرب للمطَرِّزِيِّ (582)، والدُّرُّ النَّقيُّ لابن عبد الهادي (2/ 448).

الصفحة 106