كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
الأنْصَارِيُّ (¬1):
أَدِينُ وَمَا دَيِني عَلَيكُمْ بِمَغْرمٍ ... وَلكِنْ عَلَى الشُمِّ الجِلادِ القَوَادحِ
عَلَى كُلِّ خَوَّارٍ كَأَنَّ جُذُوْعَهَا ... طُلِينَ بِقَارٍ أَوْ بِحَمْأةِ مَائِحِ
وَلَيسَتْ بِسَنْهَاءَ وَلَا رُجَّبِيَّةٍ ... وَلكِنْ عَرَايَا في السِّنِينِ الجَوَائِحِ
أَنْشَدَهُ أَبُو عُمَرَ النَّحْويُّ (¬2):
* وَلكِنْ عَرَايَا في السِّنِينِ المَوَاحِلِ *
¬__________
(¬1) شَاعِرٌ خَزْرَجِيُّ جَاهِلِيُّ، يُسَمِّيه قَوْمُهُ "الكَاملَ" لَقِيَه النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بسُوْقِ"ذي المَجَازِ" فَدَعَاهُ إلى الإسْلام، وقَرَأَ عَلَيهِ شيئًا مِنَ القُرْآن، فَاسْتَحْسَنَهُ وانْصَرَفَ عَائِدًا إلى المَدِينَةِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَن قَتَلَهُ الخَزْرَجُ، فَهَلْ يُعَدُّ هَذَا مِنْهُ إِسْلامًا؟ ! . ونَقَلَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في الإصابة (3/ 225)، عَنِ ابنِ سَعْدٍ، والطَّبَرِيِّ -رَحِمَهُمَا اللهُ- أنه شَهِدَ أُحُدًا؟ ! أَخْبَارُهُ في: البَيَان والتَّبيين (4/ 66)، والإصابة (2/ 99). والشَّاهد في البيت الثالث أَوْرده الفَرَّاءُ في المعاني (1/ 173)، وأَبُو عُبيد في غَرِيبِ الحَدِيثِ (1/ 231، 4/ 154)، وَثَعْلَبٌ في مَجَالسه (1/ 76)، وابن دريد الجمهرة (1/ 266)، والقالي في الأمالي (1/ 121)، وأبو الطَّيب اللُّغويُّ في الأضداد (2/ 694)، وابن خالويه في إعراب القِرَاءات (1/ 109)، والبَكْرِي في اللآلي (361)، والمَرْزُوْقِيُّ في الأزمنة والأمكنة (1/ 246). وهو في الصَّحاح، واللِّسان والتَّاج: "رَجَبَ" و"سَنَه" و"عَرَى" وفي كتب شَرْحِ ألفاظ الفُقَهَاءِ وغريب الحديث. وَنُسِبَ في بعضِ مصادره إلى أُحَيحَةَ بن الجُلَّاحِ الأوْسِيّ، شَاعِرٌ مَدَنِيٌّ جاهِلِيٌّ مذكورٌ في وصف النَّخل والاعْتِنَاءِ بها، جَمَعَ شِعْرَهُ أستاذُنَا الدُّكتور حَسَن مُحَمَّد باجوده ونشره النَّادي الأدبي في الطائف سنة (1399 هـ) ولم يُورد الأستاذ الأبيات في المَنْسوبِ إلى الشَّاعرِ، ولو فَعَلَ لَكَانَ أَتَمَّ وَأَوْفَى، على عادَةِ جُمَّاعِ الدَّواوينِ في ذِكْرِ المَنْسُوبِ إلى الشَاعر وإلى غَيرِهِ.
(¬2) لَعَلَّهُ يَقصد أبو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الزَاهدُ غُلامُ ثَعْلَبٍ (ت 345 هـ). تقدَّم ذكره.
الصفحة 107