كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ:
قِيلَ: هِيَ بَيع الزَّرْعِ في سُنبُلِهِ بالحُنْطَةِ.
وَقِيلَ: كِرَاءُ الأرْضِ بِبَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا مِنَ الطَّعَامِ.
وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ المُخَابَرَةِ، وَهِيَ المُزَارَعَةُ عَلَى جُزْءٍ مِمَّا يَخْرُجُ مِنَ الأرْضِ، وَهَذَا القَوْلُ أَشْبَهُ بِطَرِيقِ اللُّغَةِ؛ لأنَّهَا مَأَخُوْذَةٌ مِنَ الحَقْلِ وَهُوَ القَرَاحُ، ويُقَالُ لَهُ: المَحْقِلُ (¬1).
- وَ [قَوْلُهُ: "بيعُ الثَّمْرِ بالتَّمْرِ كيلًا"] [23].الثَّمَرُ: بِثاءٍ مُثلَّثَةٍ، يَقَعُ عَلَى مَا كَانَ رَطْبًا غَيرَ يَابِسٍ في رُؤُوْسِ النَّخْلِ.
والتَّمْرُ -بِتَاءٍ مُثنَّاةٍ- يَقَعُ عَلَى مَا قَدْ يَبُسَ. يُقَالُ: تَمَّرْتُهُ تَتْمِيرًا: إِذَا يَبَّسْتَهُ وتَمَّرْتُ اللَّحْمَ: إِذَا قَدَّدْتُهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ في كِتَابِ الزَّكَاةِ شَيءٌ مِنْ هَذَا.
- و [قَوْلُهُ: "يكُوْنُ لَهُ الطَّعَامُ المُصَبَّرُ (¬2) "] [25] المُصَبَّرُ: هُوَ المَجْمُوع في مَكَانٍ والمُكَدَّسُ الصُّبْرَةُ، (3) وجَمْعُ صُبْرَةٍ صُبَرٌ وصِبَارٌ كَبُرْمَةٍ [وبُرَمٍ] وبِرَامٍ (¬3).
- وَ [قَوْلُهُ: ] "الخَبَطَ"-بِفَتْحِ البَاءِ- وَرَقُ الشَّجَرِ يُخْبَطُ فَينْتَثِرُ متَعْلَفُهُ الإبِلُ.
¬__________
(¬1) جَاءَ في اللِّسان (قرح): "القرَاحُ من الأرَضِين: كُلُّ قِطْعَةِ عَلَى حِيَالِهَا مِنْ مَنَابِتِ النَّخْلِ وغيرُ ذلِكَ، والجَمْعُ: أَقْرِحَةٌ كقَذَالٍ وَأَقْذِلَةٍ، وَقَال أَبُو حَنِيفَةَ: القَرَاحُ: الأرْضُ المُخَلَّصةُ لزَرْعٍ أو لِغَرْسٍ. وقيلَ: القَرَاحُ: المَزْرَعَةُ الَّتي لَيسَ عليها بِنَاءٌ ولا فِيهَا شَجَرٌ ... ".
(¬2) في الأصل: "المطر".
(¬3) - (3) هذه العبارة تأخَّرت عن مكانها في الأصل.

الصفحة 112