كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
ويُقَالُ: جَنَيتُ الشَّجَرَ واسْتَجْنَيتُهُ بِمَعْنًى، إلا أَنَّ اسْتَجْنَيتُهُ يُرَادُ بِهِ التَّكثيرَ، وأَكْثَرُ مَا يُقَالُ: اسْتَجْنَيتُهُ بِمَعْنَى سَألتُهُ أَنْ يَجْنِيَ الثَّمَرَ أَوْ يُبِيحُ لِي أَنْ أَجْنِيَهُ.
- وَ [قَوْلُهُ: "وَقَدْ نَهَى عَنِ الكَالِئِ بالكَالِئِ"].
كَانَ الأصْمَعِيُّ لَا يَهْمِزُ الكَالِي (¬1) ويَحْتَجُّ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:
وَإِذَا تَبَاشَرَكَ الهُمُوْ ... مُ فَإِنَّهَا كَالٍ وَنَاجِزْ
وهَذَا لَا حُجَّةَ فِيهِ؛ لأنَّه جَاءَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يُخَفِّفُ الهَمْزَةَ، وَكَانَ أَبُو عُبَيدَةَ يَهْمِزُ ويَحْتَجُّ بِقَوْلِ الرَّاجِزِ:
* وَعَينُهُ كَالكَالِئِ الضِّمَارِ (¬2) *
والعَرَبُ تَقُوْلُ: تَكَلَّأتُ كَلاءَة: إِذَا أَخَذْتَ بالنَّسِيئَةِ، وَكَلأَكَ اللهُ [أَي]: حَفِظَكَ وَكَلأَ الشَّيءُ: إِذَا بَلَغَ غَايَتَهُ وَمُنْتَهَاهُ، قَال الشَّاعِرُ (¬3):
¬__________
(¬1) الكَالِئُ: من قولهم: كَلأتُ في البَيع: قَدَّمْتُ: كذا قال السَّرَقُسْطِيُّ في الأفعال (2/ 159) وقال ابنُ دريد في جمهرة اللُّغة (2/ 1083) "يُهْمَرُ ولا يُهْمَزُ، وأورد الحديثَ المذكورَ هُنا.
وفي التَّاج: "كلأ" (الكويت) (1/ 405) أوردَ الحديثَ أيضًا، وذكر قول الأصْمَعِيِّ، وأنشدَ البيتَ الَّذي أنشدَهُ المؤلِّفُ، وعَزَاهُ إلى عَبِيدِ بنِ الأبْرَصِ، وهو في مُستدركات ديوانه (83)، ثم ذكر الزَّبِيدِيُّ في "التَّاج" رأيَ أَبي عُبَيدَةَ.
(¬2) "الضِّمَارُ" هكَذَا في صِحَاح الجَوهريِّ، ومَقَايِيس اللُّغة (5/ 132)، والبَيتُ في غريب الحديث (1/ 21، 4/ 483)، والأفعال (2/ 159)، ونَقَلَ أَبُو عُبَيدٍ عن أبي عُبَيدَةَ نَصَّه المذكور هُنَا، ولكِنَّه لم يُنْشِدِ البَيتَ عنه، وَذَكَرَ نَصَّهُ الزبِيدِيُّ في "التَّاج"؛ والَّذي أَنْشَدَ البَيتَ إنَّمَا هُوَ أبو عُبَيدٍ، وعبارته في غَرِيبِ الحَدِيثِ: قَال أَبُو عُبَيد: قال الشَّاعِرُ يَذُمُّ رَجُلًا ... ". وفيه: "المِضْمَارِ".
(¬3) البَيتُ في اللِّسان: "كَلأ" ولم يَنْسِبْهُ. وَهُوَ إِمَّا لِلأُقَيشِرِ الأسَدِيِّ، أَوْ لأيمَنِ بنِ خُرَيمٍ. وإلَيكَ =
الصفحة 114