كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= مَا قَال أَهْلُ المَعْرِفَةِ بالشِّعْرِ: قَال أَبُو عَلي القَالِي في أَمَاليه (1/ 77): "وَحَدَّثنَا أَبُو بَكْرٍ الأنْبَارِيُّ رحمه الله قَال: "حَدَّثنَا عَبْدُ الله بنُ خَلَفٍ، قَال: حَدثنَا مُحَمَّدُ بنُ السَّرِي، قَال: حَدَّثَنَا الهَيثَمُ بنُ عَدِيِّ، قَال: كُنَّا نَقُوْلُ بالكُوْفَةِ إِنَه مَنْ لَمْ يَرْو هَذ الأبْيَات فَلَا مُرُوْءَةَ له، وهي لأيمَنِ بنِ خُرَيمِ بنِ فَاتك الأسَدِيِّ، قَال: وَأَنْشَدَنَا أَبُو العَبَّاس أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى النَّحْويُّ، عن ابنِ الأعْرَابي -والألْفَاظ في الروايتين مُخْتَلِفَةٌ-:
وَصَهْبَاءَ جُرْجَانِيّةٍ لَمْ يُطِفْ بِهَا ... حَنِيفٌ وَلَمْ تَتْغَرْبِهَا سَاعَةً قِدْرُ
وَلَمْ يَحْضُرِ القِسُّ المُهَينِمُ نَارَهَا ... طِرَاقًا وَلَمْ يَشْهَدْ عَلَى طَبْخِهَا حَبْرُ
أَتَانِي بِهَا يَحْيَى وَقَدْ نِمْتُ نَوْمَةٌ ... وَقَدْ غَابَتِ الشَّعْرَى وَقَدْ جَنَحَ النَّسْرُ
فَقُلْتُ اغتَبِقْهَا أَوْ لِغَيرِيَ فَأسْقِهَا ... فَمَا أَنَا بَعْدَ الشَّيبِ وَيبِكَ وَالخَمْرُ
تَعَفَّفْتُ عَنْهَا في العُصُوْرِ الَّتِي خَلَتْ ... فَكَيفَ التَّصَابِي بَعْدَمَا كَلأَ العُمْرُ
إِذَا المَرْءُ وَفَّى الأرْبَعِينَ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهُ دُوْنَ مَا يَأتِي حَيَاءٌ ولا سِتْرُ
فَدَعْهُ ولا تَنْفَسْ عَلَيهِ الَّذِي ارْتأىَ ... وإِنْ جَرَّ أَسْبَابَ الحَيَاةِ لَهُ الدَّهْرُ
قَال أَبُو عَلِيٍّ: كَلأَ: انْتَهَى إلى آخرِهِ وأَقْصَاهُ، ويُقَالُ: بَلَغَ اللهُ بِكَ أَكْلأَ العُمْرِ، أَي: آخِرَهُ" قَال أَبُو عُبَيدِ البَكْرِيُّ في التنبِيهِ: "هَذَا الشعْرُ للأُقَيشِرِ كَذلِكَ ذَكَرَ ابنُ قُتيبةَ والأصْبَهَانِيُّ، وَهُوَ ثَابِتٌ في ديوان الأُقَيشِرِ، والأقَيشِرُ لَقَبٌ غَلَبَ عَلَيه؛ لأنَّه أَحْمَرُ أَقْشَرُ، واسمُهُ المُغِيرَةُ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مِعْرِضٍ، من بِني أَسَدِ بنِ خُزَيمَةَ، يُكْنَى أبَا مِعْرِضٍ شَاعِرٌ إِسْلامِيٌّ. أَخْبُارُهُ في: الأغَاني (11/ 235)، والإصابة (6/ 180)، والخِزَانَةِ (2/ 280)، وَجَمَعَ شعرَهُ الدُّكتور خَليل النُّويهي وطبع في بيروت سنة (1411 هـ).
وَأَمَّا أَيمَنُ فهو ابنُ خُرَيمِ بنِ الأخْرَمِ بنِ شَدَّادِ بنِ عَمْرِو بنِ فَاتِكٍ الأسَدِيُّ. ووالدُهُ خُرَيمٌ لَهُ صُحْبَةٌ، وهو مِمَّن اعتزلَ الجَمَلَ وَصِفِّين وَمَا بَعْدَهُمَا من الأحْدَاثِ. وكَانَ أَيمَنُ فَارِسًا شَرِيفًا ... " وَذَكَرَ البَكْرِيُّ قَرِيبًا مِن هَذَا في اللآلي (1/ 261). أَخْبُارُه في: الأغاني (21/ 5)، والشِّعْر والشُّعراء (1/ 451)، والإصابة (1/ 94)، ووالده مترجمٌ في طبقات =

الصفحة 115