كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
تَعَفَّفْتُ عَنْهَا في العُصُوْرِ الَّتِي خَلَتْ ... فَكَيفَ التَّصَابِي بَعْدَ مَا كَلأَ العُمْرُ
- وَ [قَوْلُهُ: "وَلَا يَحِلُّ فِيه تَأخِيرُ وَلَا نَظِرَةٌ"]. النَّظِرَةُ: التَّأخِيرُ.
- وَ [قَوْلُهُ: "مِنَ العَجْوةِ والكَبِيسِ والعِذْقِ"]. العَجْوَةُ: التَّمْرُ الأسْوَدُ.
والكَبِيسُ: تَمْرٌ فِيهِ شِدَّةُ وَصَلابَةٌ. وَالعَذْقُ: النَّخْلَةُ بِنَفْسِهَا، والعِذْقُ العُنْقُوْدُ مِنْهَا (¬1)، والَّذِي أَرادَ مَالِكٌ -ههنَا- نوعٌ مِنَ التَّمْرِ يُقَالُ لَهُ: عِذْقُ بنُ حُبَيقٍ (¬2).
- وَقَوْلُهُ: "إِنْ كَانَ أَخَذَ ثُلُثَي دِينارٍ رُطَبًا". كَذَا الرِّوَايَةُ، وأَصْلُهُ بِثلُثَي دِينَارٍ فَحَذَفَ حَرْفَ الجَرِّ اخْتِصَارًا كَمَا قَال (¬3):
¬__________
= ابن سَعْدٍ (6/ 24)، والإصابة (2/ 109).
والأبياتُ المذكورةُ في الشِّعْر والشُّعراء (2/ 566)، والعقد الفريد (6/ 365)، وقُطْبِ السُّرور (424)، والمختار من قُطْبِ السُّرور (360)، ومُعجم البُلدان (2/ 140)، والأنيس الجليس (مخطوط) وهي في ديوان الأقيشر (37، 38).
(¬1) جاء في اللِّسان (عَذَقَ): "العَذْقُ -بالفَتْحِ- النَّخْلَةُ، وبالكَسْرِ العُرْجُوْنُ بِمَا فِيهِ من الشَّمَارِيخِ".
(¬2) جَاءَ في اللِّسان (حَبَقَ): "وَعِذْقُ الحُبَيقِ: ضَرْبٌ من الدَّقَلِ رَدِيءٌ، وهو مُصَغَّرٌ، وهو نوعٌ من التَّمْرِ ردي "مَنْسُوبٌ إلى ابنِ حُبَيقٍ، وَهُوَ تَمْرٌ أَغْبَرُ، صَغِيرٌ مع طُوْلٍ فِيه".
(¬3) البَيتُ بِتَمَامِهِ:
أَمَرْتُكَ الخَيرَ فَافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ ... فَقَدْ تَرَكْتُكَ ذَا مَالٍ وَذَا نَسَبِ
يُنْسَبُ هَذَا البَيتِ لِعَدَد من الشُّعَرَاء؛ مِنْهُم: أَعْشَى طَرود "الصُّبْح المنير" (284) من قصيدة أوَّلها:
يَا دَارَ أَسْمَاءَ بَينَ السَّفْحِ وَالرَّحَبِ ... أَقْوَتْ وَعَفَّى عَلَيهَا ذَاهِبُ الحُقُبِ
فَمَا تَبَيَّن مِنْهَا غَيرُ مُنْتَضِدٍ ... وَرَاسِيَاتٍ ثَلاثٍ حَوْلَ مُنْتَصِبِ
وَعَرْصَةُ الدَّارِ تَسْتَنُّ الرِّيَاحُ بِهَا ... تَحِنُّ فِيهَا حَنِينَ الوُلَّهِ السُّلُبِ
وَرِوَايتُهُ هُنَاكَ: "أمرتك الرُّشْدَ". ورُبَّمَا نُسِبَ إلى العَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ، أَو إلى عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبٍ، أَوْ إلى خِفَافِ بن نُدية، أو إلى زُرَعَةَ بن السَّائب. وهو من شواهد الكتاب (1/ 37)، =
الصفحة 116