كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

* أَمَرْتُكَ الخَيرَ .. *
وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬1): {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} أَي: تُؤْمَرُ بِهِ.
- وَ [قَوْلُهُ: "أَنْ يُكْرِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ رَاحِلَتَهُ بِعَينِهَا"].
الرَّاحِلَةُ: النَّاقَةُ الَّتِي يُسَافَرُ عَلَيهَا؛ سُمِّيَت رَاحِلَةً لأنَّهَا تَرْحَلُ بِصَاحِبَهَا. وَقِيلَ: لأنَّهَا يُرْحَلُ عَلَيهَا، أوْ لأنَّهَا تُرْحَلُ، أَوْ يُوْضَعُ عَلَيهَا الرَّحْلُ، والرَّحْلُ لَهَا كَالسَّرْجِ لِلْفَرَسِ، وَكَانَ الوَجْهُ أَنْ يَقُوْلَ: مَرْحُوْلَةٌ ومُرْحَلٌ عَلَيهَا، وَلكِنَّهَا جَاءَتْ عَلَى مَعْنَى النَّسَبِ كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ.
وَ"الكِرَاءُ" مَمْدُوْدٌ لَا يُقْصَرُ (¬2)، يُقَالُ: كَارَى يُكَارِي مُكَارَاةَ وكِوَاءٌ، فَإِنْ نَسَبَ الفِعْلَ إِلَى وَاحِدٍ قِيلَ: أَكْرى يُكْرِي.
- وقَوْلُهُ: "في رَاحِلَتِكَ فُلانَةِ" الرِّوَايَةُ والمَعْرُوْفُ أنْ يُقَال في الكِنَايَةِ عَن مَا لَا يَعْقِلُ: الفُلانُ والفُلانةُ بالألِفِ واللَّامِ، رَكِبْتُ الفُلانَ ورَحَلْتُ الفَلانَةَ؛ إِذَا كَنَّيتَ عَنْ نَاقَةِ أَوْ جَمَلٍ، هَذَا قَوْلُ الأصْمَعِيِّ وغَيرِهِ (¬3).
¬__________
= وشرح أبياته لابن السِّيرافِي (1، 25)، وفرحة الأديب (62)، والنُّكت للأعلم (1/ 171)، والمقتضب (2/ 35، 83، 320)، والجُمل للزَّجَّاجِيِّ (75)، وشرح أبياته "الحُلل" (34)، وشرحه لابن عصفور (1/ 305)، والإفصاح (127)، وأمالي ابن الشَّجري (1/ 365، 2/ 240)، وشرح المفصَّل لابن يعيش (2/ 44، 8/ 50)، والخِزَانَة (1/ 164).
(¬1) سورة الحجر، الآية: 94. وهذَا لَيس منه؛ لأنَّه حذف حرف الجرِّ والمجرور أيضًا.
(¬2) المقصور والممدود للفرَّاء (83)، والمقصور والممدود لأبي علي (378) (رسالة)، والمقصور والممدود لابن ولاد (94، 95).
(¬3) هَذَا القَوْلُ أقدمُ من الأصْمَعِي، فَقَدْ جَاءَ في كتاب "العَين" المنسوب إلى الخليل أو إلى اللَّيثِ (8/ 326): "ولكن العَرَبَ إذَا سَمَّوا به الإبل قالُوا: هَذَا الفُلانُ وَهَذ الفُلانةُ" =

الصفحة 117