كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
- وَ [قَوْلُهُ: "ويَنْقُدُ أثْمَانَهَا"]. يُقَالُ: نَقَدْتُهُ الثَّمَنَ أَنْقُدُهُ كَرَزَقْتُهُ أَرْزْقُهُ.
- وَ [قَوْلُهُ: "فَإنْ] حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ". مَفْتُوْحَةُ الدَّالِ، ولا يُقَالُ بِضَمِّهَا إلَّا إِذَا ذُكِرَ "قَدُمَ" فَحِينَئِذٍ تُضَمُّ الدَّالُ فَيُقَالُ: أَخَذَ مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ لِلاتْبَاعِ كَقَوْلهِم (¬1): "إِنِّي لآتِيةِ بالغَدَايَا والعَشَايَا". وَلَا تُجمع "غُدْوَةٌ" عَلَى غَدَايَا إلَّا إِذَا ذُكِرَ مَعَ العَشَايَا.
- وَقَوْلُهُ: " [يكُوْنُ] ضَامِنًا". أَي: ثَابِتًا، وَقِيلَ: مَضْمُوْنًا كَمَا قِيلَ: مَاءٌ دَافِقٌ بِمَعْنَى مَدْفُوْقٍ.
¬__________
= ويُراجع: مختصر الزبَيدِي (2/ 410)، وفيه: "والفُلان والفُلانة: كناية عن غير الآدميين" وهي أجود من عبارة الأصل. وفي كتاب سيبويه (2/ 148): "فإذا كَنيتَ عَن غيرِ الآدَمِيِّينَ قلتَ: الفُلانُ والفُلانةُ" وفي إِصْلاح المَنطق لابن السِّكيت (296): "وتَقُول: لقيت فلانًا وفلانة؛ إذَا كَنَّيتَ عن الآدميين قلت بغير ألفٍ ولامٍ، فإذا كَنَّيت عن البهائم قلت بالأَلِفِ واللَّامِ، تَقُوْلُ: حَلَبْتُ الفُلانَةَ، وركبتُ الفُلانَةَ" ويُراجع: تهذيب إِصْلاح المنطق (637)، وتهذيب اللُّغة (15/ 354)، والصِّحاح، واللِّسان، والتَّاج (فَلَنَ).
(¬1) هَذَا قَوْلٌ مَأثورٌ عن العَرَبِ نَقَلَهُ ابنُ السَّكيتِ وغَيرُهُ، قَال الأزْهَرِيُّ في تهذيب اللُّغة (8/ 170): "قَال ابنُ السِّكِّيت: "إِنِّي لآتِيهِ بالغَدَايَا والعَشَايَا" أَرَادَ: جَمْعَ الغَدَاةِ، فأَتبعوها العَشَايَا؛ لازدواج الكَلامِ، وإِذَا انفَرَدَ لَم يَجُزْ، ولكِنْ يُقَالُ: عَذاةُ وغَدَوَاتُ" وشرح أدب الكاتب للجَوَاليقي (405)، ونقل ابن جنِّي رحمه الله في المُحتسب (2/ 16) مثل ذلك ثُمَّ قَال: "هَذَا قَوْلُ الجَمَاعَةِ إلَّا ابن الأعرَابِي وَحدَه فإِنَه قَال: الغَدَايَا: جَمْعُ غَدِيَّةِ والعَشَايَا: جَمْعُ عَشيَّةٍ، وَلَمْ يَكُنْ يَرَي أَنَّ الغَدَايَا ملحقٌ بقولهم: العَشَايَا وأنشدَ شاهدًا لذلك:
أَلا لَيتَ حَظِّي مِنْ زِيَارَةِ مَيَّةٍ ... غَدِيَّاتُ قَيضٍ أَوْ عَشِيَّاتُ أَشْتِيَهْ
الصفحة 118