كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

- وَذَكَرَ حَدِيثُ قَبِيصَةَ بنِ ذُؤَيبٍ (¬1). [34]. إِنَّمَا أَخْفَى ذِكْرَ عَلِيٍّ لِمَا تَوَقَّعَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ قَبِيصَةُ مُدَاخِلًا لَهُمْ.
- وَقَوْلُ عَلِيٍّ: "لَجَعَلْتهُ نَكَالًا" مِنْ نكلَ عَنِ الأمْرِ يَنكلُ: إِذَا جَبُنَ عَنْهُ وارْتَدَعَ، فَمَعْنَى نَكَّلْتُ بِهِ؛ أَي: عَاقَبْتُهُ مُعَاقَبَةً تُنكِّلُ غَيرَهُ أَنْ يَقْدمَ عَلى مِثْلِهِ (¬2).

[النَّهْيُ عَنْ أنْ يُصِيبَ الرَّجُلُ أمَةً كَانَتْ لأَبِيهِ]
- قَوْلُهُ: "مُنْكَشِفًا" [27]. الرِّوَايَةُ بِكَسْرِ الشِّينِ، وَكَانَ الوَجْهُ أَنْ يَكُوْنَ مُنكشِفًا عَنْهَا ثَوْبُهَا، وأَظُنُّهُ نُقْصَانًا وَقَعَ في الخَط، أَوْ يَكُوْنُ: مُنكَشَفًا عَنْهَا -بِفَتح الشِّينِ- فَيَكُوْنَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِ القَائِلِ: انكشِفَ الثَّوْبُ عَنْ زَيدٍ، ثُمَّ يُحْذِفُ الثَّوْبُ فَيَقُوْلُ: انكشِفَ عَنْ زَيدٍ، يُقِيمُ المَصْدَرَ مَقَامَ الفَاعِلِ، كَأَنَّهُ قَال: انكشِفَ الانكشَافُ، أَوْ جَعَلَ المَجْرُوْرُ في مَوْضِعِ رَفْعٍ كَقَوْلهِ [تَعَالى] (¬3): {الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ}.
¬__________
(¬1) قَبِيصَةُ بنُ ذُؤَيب، أَبُو سَعِيد الخُزَاعِيُّ المَدَنِيُّ، الفَقِيهُ، الوَزِيرُ، كَانَ أَبُوه صَاحبِ بُدْنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم -. ومَاتَ في آخرِ أيَّام النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأُتيَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بقَبِيصَةَ هَذَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِيه فَدَعَا لَهُ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ومَوْلدُهُ عَامَ الفَتْحِ، وَوَفَاتُهُ سَنَةَ (86 هـ)، وقَيلَ سنة (87 هـ) أُصِيبَتْ عَينُهُ يَوْمَ الحَرَّةِ. يُرَاجع: الشُّعور بالعور (191)، ويُرْوَى قَبْصَةٌ: بِفَتْحَة القَافِ مُكَبَّرًا. أَخْبَارُهُ في: طَبقَات ابنِ سَعْدٍ (5/ 176)، وتاريخ البُخاري (7/ 174)، وسير أعلام النُّبلاء (4/ 282)، والعقد الثَّمين (7/ 37)، والإصابة (5/ 517)، والشَّذرات (1/ 97).
(¬2) قال الله تَعَالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَينَ يَدَيهَا وَمَا خَلْفَهَا} البقرة: 66.
(¬3) سُورة الفَاتحة، الآية: 7.

الصفحة 12