كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
بالهَمْزِ والتَّسْكِينِ عَلَى مِثَالِ خَفْ، وَلِلاثْنَينِ: هَاءَا، والجَمِيع هَاءُوا، والمَرْأَةِ هَائِي، ولِلْمَرْأتينِ كَالرَّجُلَينِ، وللنِّسَاءِ هَأْنَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ هَأ في التَّصْرِيفِ مِثْلَ طَأ فَيقُوْلُوْنَ لِلرَّجُلِ: هَأ كَمَا تَقُوْلُ: طَأْ، ولِلْجَمِيع هَئُوا مِثْلِ طَئُوا، وللأنْثَى هَئِي مِثْل طَئِي، وللنَسَاءِ هَأْنَ، كَمَا تَقُوْلُ: طَأْنَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُوْلُ: هَاءَ عَلَى مِثْلِ هَاكَ، وهَاؤُمَا وهَاؤُمُوا، وَهَائِي وهَاؤُوْنَ، وهَذ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ، وَهِي لُغَةُ القُرْآن قَال [تَعَالى] (¬1): {هَاؤُمُ اقْرَءُوا} فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَال عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ: هَاءَ وهَاءَ بالمَدِّ والهَمْزِ. قَال الخَطَّابِيُّ (¬2): إِلَّا هَاءَ وهَاءَ بالمَدِّ لَا غَيرُ، وعوَامُّ النَّاسِ يَقُوْلُوْنَهُ بالقَصْرِ وتَرْكِ الهَمْزِ، وكَذلِكَ قَال ثَابِتٌ في "الدَّلائِلِ"، وَقَال ابنُ دَاوُدَ المُقْرِئُ (¬3): أَقَرأنِيهِ أَبُو عَمْرٍو بالقَصْرِ لَا غَيرُ.
- وَ [قَوْلُهُ: "ثُمَّ وَجَدَ مِنْهَا دِرْهَمًا زَائِفًا"]. الزَّائِفُ: الرَّدِيءُ مِنَ الدَّرَاهِمَ أَوْ النَّاقِصُ الصَّرْفِ عَن أَمْثاله، يُقَالُ: دِرهَمُ زَيفُ، والجَمْعُ زيُوفُ، كَبَيتٍ وبُيُوتٍ، وَدِرْهَمُ زَائِفٌ، والجَمعُ: زُيُفُ مِثْلُ شَاهِدٍ وشُهُدٍ.
[المُرَاطَلَةُ]
- قَوْلُهُ: "في كِفَّةِ المِيزَانِ"] [39]. كُلُّ طَويلٌ مُسْتَدِيرُ لا اسْتِطَالةَ فِيهِ فَهُوَ
¬__________
(¬1) سورة الحاقة، الآية: 19.
(¬2) النهاية (5/ 237)، ونقل عن الخَطَّابِيِّ.
(¬3) هو عَبْدُ الله بنُ دَاوُد المُقْرِئ، أَبو عَبْدِ الرَّحْمن الهَمَذَانِيُ الخَرَيبِيُّ، قَال ابنُ الجَزَرِيِّ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ، رَوَى القِرَاءَةَ عن أَبِي عَمْرٍو ... (ت 213 هـ). غاية النِّهاية (1/ 418)، والأنساب (5/ 99)، وأرَّخ وفاته سنة (211 هـ).
الصفحة 122