كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
الشَّاعِرُ (¬1):
والنَّظْمُ في سِلْكٍ يُزَيِّنُ نَحْرَهَا ... ذَهَبُ تَوَقَّدَ كَالشَّهَابِ المُوْقَدِ يُرْوَى: "تَوَقَّدُ" بِفَتْحِ الدَّالِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَدْ تُضَمُّ الدَّالُ عَلَى التّأنِيثِ، أَي: تَتَوَقَّدُ فَحَذَفَ إِحْدَى التَّاءَينِ إِسْتِثْقَالًا.
- وَ [قَوْلُهُ: "مِثْلًا بِمِثْلٍ"]. يُقَالُ: مِثْلٌ وَمَثلٌ وَجَمْعُهَا: أَمْثَالٌ، وهُمَا لُغَتَانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُفَرِّقُ بَينَهُمَا فَيقُوْلُ: [ ... ].
- وَ [قَوْلُهُ: "بِصَاعٍ مِنْ حَشَفٍ"]. الحَشَفُ: الرَّدِيءُ مِنَ التَّمْرِ (¬2).
[السلفةُ في الطَّعَامِ]
السَّلَفُ: اسْمٌ مُشْتَرَكٌ يَقَعٌ عَلَى السَّلَمِ، يُقَالُ: أَسْلَفَ في كَذَا وَسَلَّفَ كَمَا يُقَالُ: أَسْلَمَ وَسَلَّمَ، والسَّلفةُ: لِمَا (¬3) سَلَفَ، وَلَا يُقَالُ: السَّلَمَةُ، ويَكُوْنُ السَّلَفُ والإسْلافُ أَيضًا بِمَعْنَى الإقْرَاضِ، وَكِلاهُمَا رَاجِعٌ إِلَى مَعْنَى التَّقَدُّمِ، كَمَا أَنَّ السَّلَمَ عَائِدٌ إِلَى مَعْنَى التَّخَلِّي عَنِ الشَّيءِ والتَّرْكِ لَهُ. وَقَال بَعْضُ المَالِكِيَّةِ: إِنَّمَا اسْتَعْمَلَ مَالِكٌ لَفْظَةَ السَّلَفِ دُوْنَ السَّلَمِ لِمَا رَوَى عَنْ عُمَرَ أنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَقُوْلَ الرَّجُلَ أَسْلَمْتُ في كَذَا، أَوْ أَسْلَمْتُ إِلَى فُلانٍ، وَقَال: إِنَّمَا الإسْلامُ
¬__________
(¬1) البَيتُ للنَّابِغَة الذُّبْيَانِيِّ في ديوانه (91) من قَصِيدَتِهِ الَّتي يَصِفُ فيها المُتجردة أولها:
آمنَ آلِ مَيَّةً رائِحُ أَوْ مُغْتَدِي ... عَجْلانَ ذَا زَادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ
أَفِدَ التَّرحُّلُ غَيرَ أَنَّ رِكَابَنَا ... لَمَّا تزَلْ بِرِحَالِنَا وَكَأنْ قَدِ
(¬2) هكَذَا هُو الآن عِنْدَ العَامَّةِ في نَجْد.
(¬3) في الأصل: "وَمَا".
الصفحة 124