كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
[نِكَاحُ المُتْعَةِ]
-[قَوْلُهُ: "إِنَّ رَبِيعَةَ بنَ أمَيَّةَ"] [42]. رَبِيعَةُ بنُ أُمَيَّةَ أَخُو صَفْوَانِ بنِ أُمَيَّةَ (¬1)، كَانَ مَوْصُوْفًا بِشِدَّةِ الصَّوْتِ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يُبَلِّغُ النَّاسَ قَوْلَ النَّبِيِّ [- صلى الله عليه وسلم -]، يَوْمَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، إِذْ كَانَ النَّبِيُّ [- صلى الله عليه وسلم -] يَقُوْلُ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا، فَكَانَ هُوَ يَرْفَعُ بذلِكَ صَوْتَهُ. أُتِيَ بِهِ عُمَرُ سَكْرَانَ فَحَدَّهُ، فَأَنفَ مِنْ ذلِكَ وهَرَبَ إِلَى الرُّوْمِ، وتنَصَّرَ، فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ بَعَثَ إِلَيهِ أَبا الأعْوَرِ السُّلَمِيّ (¬2) يَسْتَدْعِيهِ إِلَى الإِسْلامِ فَرَاجَعِهُ بَقَوْلِ النَّابِغَةِ (¬3):
حَيَّاكَ وَدٌّ (¬4) فَإِنَّا لَا يَحِلُّ لنا ... لَهْوُ النِّسَاءِ وأَنَّ الدِّينَ قَدْ عَزَمَا
¬__________
(¬1) أَخْبار رَبِيعَةَ في سيرة ابن هشام (4/ 231)، والرَّوْضُ الأُنُفِ، وطبقات ابن سعد (2/ 184)، والمُنَمَّق لابن حَبِيبَ (496)، وتاريخ الطَّبري (3/ 151)، وأُسد الغابة (2/ 166)، ومختصر تاريخ دمشق (8/ 270)، وتاريخ الإسلام (المغازي) (709)، والتَّجريد للذَّهبي (1901)، وذكر ابنُ حَبِيبَ في المُنَمَّقِ (498) أَنَّ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حَدَّ الصَّلْتَ بنَ العَاصِ بنِ وَابِصَةَ بنِ خَالِدِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ فأَنِفَ وغَضبَ وَلَحِقَ بالرُّوم وَتنَصَّرَ، وَمَاتَ بِهَا نَصْرَانيًّا، وله عَقِبٌ بالرُّومِ.
(¬2) هو عُمَرُ بنُ سُفْيَان بنِ عَبْدِ شَمسٍ السُّلَمِيِّ، صَحَابِي كَانَ حَلِيفَ سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ، وكَانَ مَعَ مُعَاويَةَ يَوْمَ صِفِّينَ، ثُمَّ كَانَ من كِبَارِ قَادَةِ الفَتْحِ الإسْلامِيِّ، غَزَا قُبْرُصَ سَنَةَ ستٍّ وعشرين. أخْبَارُه في: الاستيعاب (1600)، والإصابة (4/ 641).
(¬3) ديوان النَّابغة الذُّبْيَانِي (62). ويُنظر: تفسير الماوردي (6/ 104)، والمُحرَّر الوجيز (15/ 123) وغيرهما.
(¬4) وَدٌّ: اسمُ صَنَمٍ ذَكَرَهُ اللهُ تَعَالى في القُرْآنِ بِقَوْلهِ: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا ... } سُورة نوح، الآية: 23. يُراجع: الأصنام لابن الكَلْبِيِّ (51) فما بعدها، =
الصفحة 13