كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
إِذَا رَاحَ فِي قُبْطِيَّةٌ مُتَأزِّرًا ... فَقُلْ حَفَلٌ يُشْتَقُّ في لَبَنٍ مَحْضِ
قَال: ويُقَالُ: قِبْطِيّةٌ بِكَسْرِ القَافِ أَيضًا (¬1).
[السَّلَفُ في العُرُوْضِ]
-[قَوْلُهُ: "سَلَفٌ في سَبائِبَ"] [70]. السَّبَائِبُ -في اللُّغَةِ-: شِقَقُ الكَتَّانِ (¬2)، وَاحِدُهَا سَبِيبَةٌ، والسِّبُّ: الثُّوْبُ الرَّقِيقُ بِكَسْرِ السِّينِ، والسِّبُ: العِمَامَةُ، وسَبُّ المَرْأَةِ: خِمَارُهَا. واخْتَلَفَتِ المَالِكِيَّةُ فِيهَا في هَذَا البَابِ فَقَال بَعْضُهُم -مِنْهُمُ ابنُ وَهْبٍ-: هِيَ العَمَائِمُ، وَقَال ابنُ بكَيرٍ: هِيَ المَقَانِعُ. وَقَال ابنُ وَضَّاحٍ: هِيَ غَلائِلُ يَمَانِيَّةٌ.
- وَ [قَوْلُهُ: "ثِيَابًا مِن دُونِهَا مِنْ صِنْفِهَا"] يُقَالُ: صِنْفٌ مِنَ المَتَاعِ، وصَنْفٌ [بِكَسْرِ الصَّادِ وفَتْحِهَا].
- وَ [قَوْلُهُ: "مَحَلُّ الأَجَلِ"]. مَحَلُّ الأَجَلِ ومَحِلَّهُ، وَهُوَ مَحِلُّ أَجْرٍ ومَحَلُّ، مَفْتُوْحَ الحَاءِ ومَكْسُوْرًا، وقُرِئَ (¬3) [قَوْلهُ تَعَالى]: {الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} و {مَحِلَّهُ}.
¬__________
(¬1) في اللِّسان "قَبَطَ": والقِبْطِيَّة قد تُضَمّ؛ لأنَّهم يغيِّرون في النِّسبة كما قالوا: سُهليٌّ ودُهْرِيٌّ قال زَهُيرٌ [ديوانه: 183]:
لَيَأتِينَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ ... باقٍ كَمَا دَنَّسَ القُبْطِيَّةَ الوَدَكُ
قَال اللَّيثُ لَمَّا ألزمتُ الثِّياب هذا الاسم غيَّروا اللَّفظ، فالإنسان: قِبْطِيٌّ بالكسر، والثَّوبُ: قُبْطِيُّ بالضمِّ".
(¬2) اللِّسان (سبَبَ) وأنشدَ اليَفْرُنِيُّ في "الاقْتِضَابِ":
أَقوُلُ وَمَا يَدْري أَنَاسٌ غَدَوْا به ... إِلَى اللَّحْد مَاذَا أدْرَجُو في السَّبَائِب
(¬3) سُورة البَقَرة، الآية: 196، وقد تقدَّم مثل هذَا.
الصفحة 136