كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
وَ"وَدٌّ" صنَمٌ، وإِنَّمَا ذَكَرَهُ إِشَارَةً لِمَا كَانَ عَلَيهِ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ مِنْ تَعْظِيمِ الأصْنَامِ وَعِبَادَتِهَا، وإِنْ كَانَ يُظْهِرُ النَّصْرَانِيّةَ.
- وَذَكَرَ نَهْيَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عنِ المُتْعَةِ يَوْمَ خَيبرَ. وَرُويَ: يَوْمَ الفَتْحِ، وَرُويَ: يَوْمَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، وَقِيلَ: عامَ أَوْطَاسٍ (¬1)، وَقِيلَ: عَامَ تَبُوْكَ. وَرُويَ: يَوْمَ عُمْرَةِ القَضَاءِ. وَرَجَّحَ رِوَايَةَ حَجَّةِ الوَدَاعِ عَلَى مَا رَجَّحَهَا أَبُو دَاوُدَ، وَهُوَ حدِيثُ رَبِيع بنِ سَبْرَةَ (¬2).
- وَقَوْلُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب [رَضِيَ اللهُ عَنْهُ] (¬3) لابنِ عَبَّاس: "إِنَّكَ لَتَايِهٌ" (¬4) والتَّايِهُ: الضَّالُّ المُتَحَيِّرُ.
- وَقَوْلُ جَابِرٍ تَمَتَّعْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ الله [- صلى الله عليه وسلم -] وَخِلافَهِ أَبِي بَكْر، ونصْفِ
¬__________
= وقِصَّتُهُ هُناك مُفَصَلَّةٌ، ومعاني القُرآن وإعرابه للزجاج (5/ 320، 321)، وتفسير الماوردي (6/ 104)، والمُحرَّر الوَجيز (15/ 123)، واللِّسان والتَّاج (ودد). وقُرِئَ: {وَدًّا} بِضمِّ الوَاو وفَتْحِهَا، وَقَال ابنُ خَالوَيهِ في "إِعْرَاب القِرَاءَاتِ" (2/ 396): "قَرَأَ نَافِعٌ وَحْدَهُ بالضَّمَّةِ، وقَرَأَ البَاقِون {وَدًّا} بالفَتْحِ، فَقَال أَهْلُ اللُّغَةِ: الوُدُّ والوَدُّ: اسمُ الصَّنَمِ. وقَال آخَرُوْنَ: والوُدُّ -بالضَّمَّةِ-: المَحَبَّةُ، والوَدُّ الصَّنَمُ، مِنْ ذلِكَ قَوْلُهُم: عَمْرُو بنُ عَبْدِ وُد ... ".
(¬1) عَامُ أَوْطَاس في السِّير النَّبَويَّةِ (2/ 438) فَمَا بَعْدَهَا. أَوْطَاسُ: واد في دِيَارِ هَوَازن، كانت فيه وقعةُ حنين، وبِهِ قَال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "حَمِيَ الوَطِيسُ" يُراجع: مُعجم البُلدان (1/ 281).
(¬2) رَبِيع بنُ سَبْرَةَ بنِ مَعْبَدِ بنِ عَوْسَجَة الجُهَنِي المَدَنِيُّ، تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ، وَوَالِدُهُ صَحَابِيٌّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في الإصَابَةِ (3/ 31)، وَقَال: "رَوَى عَنْهُ ابنُهُ الرَّبِيع". أَخْبَارُهُ في: طَبَقَات ابن سَعْدٍ (5/ 252)، والجرح والتَّعديل (3/ 462)، وتهذيب الكمال (9/ 82).
(¬3) في (س).
(¬4) في (س): "رجل تايه".
الصفحة 14