كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

[مَا جَاءَ في الرِّبَا في الدَّينِ]
-[قَوْلُهُ: "وَيَنْقُدُوْنِي" [81]. يُقَالُ: نَقَدْتُ الرَّجُلُ أَنْقُدُهُ: إِذَا أَعْطَيتَهُ النَّقْدَ.
- "وَلَا تُوْكِلَهُ"؛ أَي: لَا تُطْعِمُهُ.
وَ [قَوْلُهُ: "عَنْ عُثْمَانَ بنِ حَفْصِ بنِ خَلَدَةَ"] [82]. خَلَدَةُ: بِفَتْحِ الخَاءِ واللَّامِ لا غَيرُ (¬1).
- قَوْلُهُ: "أَمْ تُرْبِي" [83]. أَي: تَزِيدَهُ، يُقَالُ: أَرْبَى يُرْبِي إِرْبَاءً، قَال تَعَالى (¬2): {لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} واشْتِقَاقُهُ مِنْ رَبَتِ الدَّابَةُ تَرْبُو: إِذَا انْتَفَخَ جَوْفُهَا عِنْدَ الجَرْيِ، وكُلُّ شَيءٍ زَادَ على قَدْرِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيهِ فَقَدْ رَبَا، وَمِنْهُ قَيلَ لِلْكُدْيَةِ (¬3): رَبْوَةٌ؛ (¬4) لارْتِفَاعِهَا عَلَى مَا حَوْلَهَا مِنَ الأرْضِ.
- وَ [قَوْلُهُ]: "بَعْدَ مَحَلِّهِ". بِكَسْرِ الحَاءِ وَفَتْحِهَا مِنْ حَلَّ يَحِلُّ: إِذَا وَجَبَ، فَإِذَا حَلَّ بالمَكَانِ قُلْتَ: يَحُلُّ -بِضَمِّ الحَاءِ- فَهُوَ مُحِلٌّ، وأَمَّا قَولُهُم: فُلانٌ مَحَلُّ أَجْرٍ، وَمَحِلُّ أَجْرٍ فَهُوَ رَاجَعٌ إلى مَعْنَى الوُجُوْبِ؛ لأنَّ مَعْنَاه أَنَّه مَوْضِعٌ يَجِبُ بِهِ الأجْرُ.

[جَامِعُ الدَّينِ والحِوَلِ]
الحِوَلُ: هُوَ الاسْتِحَالةُ بالدَّينِ؛ سُمِّيَ بِذلِكَ لِتَحَوُّلِ صَاحِبِ الدَّينِ مِنْ
¬__________
(¬1) أخباره في الجرح والتعديل (6/ 148). وذكر السَّمْعَانِي في الأنساب (6/ 268، 269) أحد أحفاده وضبط فيها (خلدة) بسكون اللام ضبط قلم لا تقييد بالحرف فلعلها من اجتهاد النَّاسخ أو المُحقق؟ ! .
(¬2) سورة الرُّوم، الآية: 39.
(¬3) الأرض المرتفعة.
(¬4) مثلثة الرَّاء.

الصفحة 144