كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
رَجُلٍ إِلَى غَيرِهِ.
والحِوَلُ: التَّحَوُّلُ، وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى: (¬1) {لَا يَبْغُونَ] عَنْهَا حِوَلًا (108)}.
- وَ [قَوْلُهُ: "إِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ"] [84]. يُقَالُ: أَتْبَعْتُ الرَّجُلَ فُلانًا أَي: جَعَلْتُهُ أَنْ يَتْبَعَهُ. وَوَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: "فَلْيَتَّبِعْ" مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا، وَكِلاهُمَا جَائِزٌ.
- وَ [قَوْلُهُ: "إلَّا مَا آوَيتَ إلَى رَحْلِكَ"] [85]. مَعْنَى آوَيتَ: ضَمَنْتَ، وَهُوَ مَمْدُوْدٌ لَا غَيرُ. وأَصْلُ الرَّحْلِ: سَرْجُ النَّاقَةِ والجَمَلِ، ثُمَّ يُسَمَّى المَوْضِعُ الَّذِي يُنْزَلُ فِيهِ ويُحَطُّ فِيهِ الرِّحَالُ رَحْلًا عَلَى مَذْهَبِهِمْ في تَسْمِيَةِ الشَّيءِ باسْمِ الشَّيءِ إِذَا كَانَ مِنْهُ بِسَبَبٍ.
- وَ [قَوْلُهُ: "إمَّا لِسُوْقٍ يَرْجُو نَفَاقَهَا"]. السُّوْقُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، والأشْهَرُ التَّأْنِيثُ (¬2)، وَلِذلِكَ قَالُوا سُوْقٌ نَافِقَةٌ، وكَاسِدَةٌ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: "نَفَاقَهَا" و [فِي بَعْضِهَا] "نَفَاقَهُ" (¬3).
- وَ [قَوْلُهُ: "إنَّمَا تِلْكَ] الدُّخْلَةُ والدُّلْسَةُ". مَضْمُومُ الدَّالينِ، وَمَعْنَاهُمَا
¬__________
(¬1) سورة الكهف، الآية: 108.
(¬2) المذكر والمؤنث لابن الأنباري (354)، ويُراجع: المذكر والمؤنث للفرَّاء (96)، وللمفضل (57)، وللمبرد (96)، ولابن جني (72)، ولابن التستري (85)، والمخصص لابن سيده (17/ 25)، واللّسان، والتَّاج (سوق).
(¬3) ينظر هامش المُوطَّأ "رواية يحيى" تحقيق الدكتور بشَّار معروف (2/ 206) ذكر الرِّوايتين لنسخ "الموطَّأ" الخَطِّيَّة، واختار عبارة التَّذكير، وقال: هو الموافق لروَايَة أبي مُصْعَبٍ. وإِنَّمَا اختَرْتُ أنا عبارة التَّأنِيثِ -وَهِيَ في الطَّبْعَة القَدِيمَة- لقولِ المُؤلِّفِ هُنَا: "والتَّأنيثُ أَشْهَرُ" =
الصفحة 145