كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

سَوَاءٌ، وَإِذَا أَرَدْتَ بالدَّخِلَةِ بَاطِنُ الشَّيءِ فَتَحْتَ الدَّال وَكَسَرْتَ الخَاءِ فَقُلتَ: فُلانٌ عَالِمٌ بِدَخِلَةِ فُلانٍ ودَخْلَتِهِ، ودَاخِلَتِهِ ودُخْلَتِهِ: كُلُّ ذلِكَ تَقُوْلُ.
- وَ [قَوْلُهُ: "مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ"] [84] الظُّلْمُ (¬1): وَضْعُ الشَّيءِ في غَيرِ مَوْضِعِهِ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يَكُوْنَ بِهِ، ثُمَّ يَتَنَوَّعُّ أَنْوَاعًا يَرْجِعُ كُلُّهَا إِلَى هَذَا المَعْنَى، يُقَالُ: ظَلَمْتُ الجَزُوْرَ: إِذَا نَحَرْتَهَا، والأرْضَ: إِذَا حَفَرْتَ فِي غَيرِ مَوْضِعِ حَفْرٍ مِنْهَا. والطَّرِيقَ: إِذَا عَدَلْتَ عَنْهُ، والسِّقَاءَ: إِذَا أَسْقَيتَ مِنْ لَبَنِهِ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ رَائِبًا. ويُسَمَّى الشِّرْكُ ظُلْمًا؛ لأنَّه وَضْعُ الرُّبُوْبِيَّةِ في غَيرِ مَوْضِعِهَا، وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬2): {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} أي: بِشِرْكٍ. ويُسَمَّى النُّقْصَانُ ظُلْمًا، وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬3): {وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيئًا} وَمِنْهُ ظَلَمَهُ حَقَّهُ. والظُّلْمُ: الجَحْدُ [قَال تَعَالى] (¬4): {فَظَلَمُوا بِهَا} أَي: جَحَدُوا بِهَا آيةً مِنْ آيَاتِ الله وَ [قَوْلُهُ تَعَالى]: (¬5) {بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ} [أَي: ] يَجْحَدُوْنَ.

[مَا جَاءَ فِي الشِّرْكَةِ وَالتَّولِيَةِ وَالإقَالةِ]
- وَ [قَوْلُهُ: "فَإنْ دَخَلَ ذلِكَ رِبْحٌ أوْ وَضِيعَةٌ"] [86]. الوَضِيعَةُ: النَّقْصُ
¬__________
(¬1) هَذِهِ الفَقْرَة مُتَأخِّرة عن مكانها في الأصل.
(¬2) سورة الأنعام، الآية: 82، وأوضح منها في الدِّلالة على هَذَا المَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالى في سورة لُقْمَان: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
(¬3) سورة الكهف، الآية: 33.
(¬4) سورة الأعراف، الآية: 103.
(¬5) سورة الأعراف، الآية: 162.

الصفحة 146