كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

"خَيرًا مِنْهَا" أَفْضَلُ مِنْهَا، وَيَكُوْنُ الفَضْلُ بِكَثْرَةٍ وغَيرِ كَثْرَةٍ.

[مَا يُنْهَى عَنْهُ مِنَ المُسَاوَمَةِ والمُبَايَعَةِ]
- قَوْلُهُ، "وَلَا تَنَاجَشُوا"] [96]. أَصْلُ النَّجْشُ -في اللُّغَةِ- تَحْرِيكُ الشَّيءِ وإثَارَتِهِ مِنْ مَوْضِعِه، يُقَالُ: نَجَشْتُ الصَّيدَ: إِذَا أَثَرْتُهُ مِنْ مَوْضِعِهِ، وَنَجَشْتُ الإبلَ: إِذَا سُقْتُهَا بِعُنْفٍ، قَال الرَّاجِزُ: (¬1)
أَحْرِشْ لَهَا يابنَ أَبِي كِبَاشِ ... فمَا لَهَا اللَّيلَةَ مِنْ إِنْفَاشِ
¬__________
(¬1) الأبيات في الصِّحاح (نجش)، والبيتان الثاني والثالث وردا في أَغْلَب مَعَاجم اللُّغَةِ قَال الزَّبِيدِيُّ في تَاج العَرُوس (نجش) (ط. الكويت) (17/ 406): "النَّجْشُ: السَّوقُ الشَّدِيدُ، ورَجُلٌ نَجَّأشٌ: سَوَّاقٌ قَال الرَّاجِزُ -قيل: هو أَبُو مُحَمَّدِ الفَقْعَسِيُّ. وقيل: هو مَسْعُودٌ عبدُ بَني فَزَارَةَ، ذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الأسْوَدُ ... " وذكر البَيتَين. قَال مُحَقِّقه في الهامش: "وفي العباب أورده قبلهما أرْبَعَة مشاطير هي:
أَحْرِشْ لَهَا يابنَ أَبِي الكِبَاشِ
وَقَضِّ من حَاجِكَ في انْكِمَاشِ
وارْفَعْ من الصَّبب الَّتي تُحاشِي
حَتَّى تَؤُوْبَ مُطْمَئِنَّ الجَاش
وَزَادَ الخَطِيب التَّبريزي في تَهْذيب إِصْلاح المَنْطق (117، 118): عن أَبِي مُحَمَّدٍ الأسْوَدِ الغُنْدُجَانِيِّ، أنها لمَسْعُوْدٍ عَبْدٍ لبني الحَارِث بن حجر بن بدر الفَزاريين وأَوْرَدَ الأبْيَات وفيها تَقْديم وتأخير وزيادة عن ما ذَكَرْنَا، فَلْتُرَاجَع هُنَالِك. ويُراجع: إِصْلاح المنطق (40)، وترتيبه "المشوف المعلم" (784)، وشرح أبياته (33)، وتهذيب الألفاظ (311)، وتهذيب اللُّغة (11/ 377)، والمُجمل (856)، ومقاييس اللُّغة (5/ 394)، والمُخَصَّص (7/ 111) =

الصفحة 150