كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

[مَا جَاءَ فِي القِرَاضِ]
- قَوْلُهُ: " [أَكُلُّ الجَيشِ أَسْلَفَهُ] " [1]. الجَيشُ. العَسْكَرُ، سُمِّيَ بِذلِكَ لِكَثْرَةِ حَرَكَتِهِ لِقَوْلِهِمْ: جَاشَتْ القِدْرُ عِنْدَ الغَلَيَانِ: إِذَا فَارَتْ، وَجَاشَ صَدْرُهُ، وَجَاشَتْ نَفْسُهُ: إِذَا هَمَّتْ بالخُرُوْجِ، قَال ابنُ الإطْنَابَةِ (¬1):
وَقَوْلِي كُلَّمَا جَشَأَتْ وَجَاشَتْ ... مَكَانَكِ تُحْمَدِي أَوْ تَسْتَرِيحِي
- وَ [قَوْلُهُ: "فَلَمَّا قَفَلا"]. يُقَالُ: قَفَلَ الجُنْدُ يَقْفُلُوْنَ قُفُولًا وقَفْلًا، وَلَا يُقَالُ للرُّفْقَةِ: قَافِلَةٌ حَتَّى تَرْجِعَ، وَأَمَّا إِذَا نَهَضَتْ فَهِيَ صَائِبَةٌ.
- وَ [قَوْلُهُ: "فَرَحَّبَ بِهِمَا وَسَهَّلَ"]. مَعْنَى رَحَّبَ: توسَّع لَهُمَا في البِرِّ، أَوْ قَال لَهُمَا: مَرْحَبًا وَسَهْلًا (¬2) أَي: لَقِيتُمَا رَحْبًا أَي: سَعَةً، وَأَمْرًا سَهْلًا، وَلَمْ
¬__________
(¬1) شاعرٌ فَارسٌ، مَشْهُورٌ، جاهليٌّ، من أشراف الخَزْرَجِ، والإطْنَابَةُ: أمُّه، واسمُ أبيه عَامِرُ بنُ زَيدِ مَنَاة بن عَامِرِ بنِ مالكِ الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، واسمه عمرو، وأمُّه الإطْنَابَةُ: امرأة من بني كنانة بن القيس بن جَسر بن قُضاعة كذا قال الزَّبيدي في التَّاج (طنب) وقال: "واسم أبيه زَيدُ بنُ مَنَاة". أخبارُهُ في: الأغاني (11/ 121)، ومن اسمه عمرو (67)، ومن نسب أمه (95). والإطنابة: سيرٌ يشدُّ في وَتَرِ القَوْسِ العَرَبِيَّةِ، الجَمْعُ: أَطَانِيبُ. الاشتقاق (453)، والبيت في الخصاص (3/ 53)، وشرح المفصل لابن يعيش (4/ 74)، والمغني لابن هشام (303)، وشرح شواهده "شرح أبياته" (186)، وأنشده اليَفْرَنِيُّ في "الاقتضاب" عن المؤلِّف، ورُبَّمَا نُسِبَ إلى قَطَرِيِّ بنِ الفُجَاءَةِ المَازِنِيُّ، أَحدُ شُجْعَانِ الخَوَارِجِ. يُراجع: شعر الخَوَارِج (163).
(¬2) في الأصْلِ: "أَو سَهْلًا"، ويُراجَع: الفاخر (3)، والزَّاهر (335)، والأضداد (257).
وأنشد المُفَضَّلُ في الفَاخِرِ لِطُفَيلٍ [ديوانه: 38]:
وَبالسَّهْبِ مَيمُوْنُ الخَلِيفَةِ قَوْلُهُ ... لِمُلْتَمِسِ المَعْرُوْفِ أَهْلٌ وَمَرْحَبُ =

الصفحة 160