كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

-[قَوْلُهُ] (¬1): "الجَارُ أحَقُّ بِصَقَبِهِ". العَرَبُ تُسَمِّي الشَّرِيكَ جَارًا، وَيُسَمُّوْنَ الزَّوْجَةَ جَارَةً، قَال الأعْشَى (¬2):
* أَجَارَتنا بِينِي فَإِنَّكَ طَالِقَهْ "
والصَّقَبُ: قَدْ يَكُوْنُ القُرْبَ، وَقَدْ يَكُوْنُ الشَّيءَ القَرِيبَ بِعَينِهِ كَمَا قَال الشَّاعِرُ (¬3):
كُوْفِيَّةٌ نَازِحٌ مَحِلَّتُهَا ... لَا أَمَمٌ دَارُهَا وَلَا صَقَبُ
والأمَمُ مِثْلُ الصَّقَبِ إِلَّا أَنَّ الصَّقَبَ أَقْرَبُ.

[مَا يَقَعُ فِيه الشُّفْعَةُ]
- وَ [قَوْلُهُ: "اشْتَرَى شِقْصًا"] [3، 4]. الشَّقْصُ: النَّصِيبُ والقِطْعَةُ مِنَ الشَّيءِ كَمَا يُقَالُ: القِسْمُ لِلْجُزْءِ، وَفِي الحَدِيثِ (¬4): "مَنْ بَاعَ الخَمْرَ فَلْيُشَقِّصِ الخَنَازِيرَ" أَي: لِيُفَصِّلَهَا كَمَا يُفَصِّلُ الجَزَّارُ اللَّحْمَ.
- وَ [قَوْلُهُ: "عَلَى قَدْرِ [حِصَّتِهِمْ]. يَجُوْزُ فَتْحُ الدَّالِ وَجَزْمُهَا (¬5)، وَبِالوَجْهَينِ
¬__________
(¬1) هَذِهِ الفَقْرَةُ مُتَقدِّمةٌ على الفَفْرَةِ الَّتِي قَبْلَهَا في الأصْلِ، وتَرْتِيبُ الكَلامِ يُحَتِّمُ تَأَخُّرُهَا.
(¬2) ديوان الأعْشَى "الصُّبح المنير" (183)، وعَجُزُهُ فيه:
* كَذَاكَ أُمُوْرُ النَّاسِ غَادٍ وَطَارقَهْ *
ويُراجع: المخصص (13/ 48)، والإنْصَاف (760)، ورواية الدِّيوان: "يَا جَارتي".
(¬3) البيت لعُبَيد الله بن قيس الرُّقيات في ديوانه (2)، من قصيدة أوردها السُّكري عن ابن حبيب مطلعها:
عَادَلَهُ مِنْ كَثْرَةِ الطَّرَبِ ... فَعَينُهُ بالدُّمُوعِ تَنْسَكِبُ
كُوْفيَّة نَازحٌ ...... ... ........................ البيت
(¬4) النهاية (2/ 490).
(¬5) في الأصل: "وجرها".

الصفحة 170