كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
- وَقَوْلُهُ. "فَسَلَّمَ [بَعْضُ] (¬1) مَنْ لَهُ فيها الشُّفْعَةُ [بالدَّفْعِ للبَائِعٍ] "، هَكَذَا "بالدَّفْعِ لِلْبَائِعِ"، وَهُوَ غَلَطٌ، وإِنَّمَا الصَّوَابُ: لِلْمُشْتَرِي (¬2)، ولا وَجْهَ لِذِكْرِ البَائِعِ هَهُنَا إلَّا أَنْ يُرَادَ بِهِ المُشْتَرِي؛ لأنَّ العَرَبَ تَقُوْلُ: بِعْتُ بِمَعْنَى اشْتَرَيتُ (¬3).
- وَ [قَوْلُهُ: "شُرَكَاؤُهُ غُيَّبٌ"] وَقَعَ في بَعْضِ النُّسَخِ "وشُرَكَاؤُهُ غَيبٌ" وفي بعضها: "غُيَّبٌ" وكِلاهُمَا صَحِيحٌ.
- وَ [قَوْلُهُ]: "حَتَّى يَقْدَمُوا": مَفْتُوْحِ الدَّالِ لَا غَيرُ.
- وَقَوْلُهُ: " [فَسَلَّمَ بَعْضُ] مَنْ لَهُ فِيهَا الشُّفْعَةُ". بالرَّفْعِ الرِّوَايَةُ، ومَفْعُوْلُ "سَلِّمَ" مَحْذُوْفٌ لِلْعِلْمِ [بِهِ] أَرَادَ بِهِ: سَلَّمَ حِصَّتَهُ أَوْ نَصِيبَهُ وَنَحْو ذلِكَ، والعَرَبُ تَحْذِفُ المَفْعُوْلَ اخْتِصَارًا، إِذَا لَمْ يَكُنْ في حَذْفِهِ إِشْكَالٌ كَقَوْلِ النَّابِغَةِ (¬4):
حَتَّى لَحِقْنَا بِهِمْ تَعْدِي فَوَارِسُنَا (¬5) ... كَأَنَّنَا رُعْنَ قُفٍّ يَرْفَعُ الآلا
أي: تَعْدِي فَوَارِسُنَا الخَيلَ.
¬__________
(¬1) ساقطٌ من الأصْلِ.
(¬2) ذكر الدُّكتور بَشَّار مَعروف في هامش تحقيقه للمُوَطَّأ رواية يحيى تعليقًا في بعض نسخ الموطَّأ بهذَا المَعْنَى.
(¬3) تقدَّم مثل هذَا وأنَّه من الأضداد.
(¬4) هو النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ، قَيسُ بنُ عَبْدِ الله، ديوانه (106)، والشَّاهد في المَعَانِي الكبير (883)، وأمالي القالي (2/ 288)، واللآلي (850)، والمُحتسب (2/ 27)، والخصائص (1/ 134)، والاقتضاب لابن السِّيد (3/ 30)، والإنصاف (158).
(¬5) في الأصل: "فراسنا".
الصفحة 172