كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
إِذْ ظَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ بالفُحُوْلِ
-[وَقَوْلُهُ: "وَلَا فِي طَرِيقٍ صَلَحَ القَسْمُ فِيهَا"]. يُقَالُ: صَلُحَ وَصَلَحَ بِضَمِّ اللَّامِ وفَتْحِهَا والفَتْحُ أَفْصَحُ، وَيُرْوَى: "فِيهِ" و"فِيهَا" وَكِلاهُمَا جَائِزٌ. والطَّرِيقُ يُذَكَّر ويُؤَنَّثُ (¬1).
- وَ [قَوْلُهُ]: "عَرْصَةِ الدَّارِ" بِفَتْحِ العَينِ لَا غَيرُ، وَسُمِّيَتْ عَرْصَةً؛ لأنَّ الصَّبْيَانَ يُعَرِّصُوْنَ فِيهَا، أَي: يَلْعَبُوْنَ.
- وَ [قَوْلُهُ]: "الغَلَّةُ" مَفْتُوْحُ الغَينِ لَا غَيرُ.
- وَقَوْلُهُ: "إلَى يَوْمِ يَثْبت ... " يَجُوْزُ "يَوْمَ" بالنَّصْبِ [ويَوْمِ] بالخَفْضِ.
-[قَوْلُهُ]: "العِمَارَةُ" بِكَسْرِ العَينِ وَلَا تُفْتَحُ.
¬__________
(¬1) المذكر والمؤنث للفرَّاء (87)، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري (341). قال الفرَّاء: "يؤنِّثهُ أَهْلُ الحِجَازِ، وَيُذَكَّرهُ أَهْلُ نَجْدٍ، وَالتَّذْكِيرُ فيه أَكْثَرُ مِنَ التَّأْنِيثِ وَأَجْوَدُ، وَبِذلِكَ نزَلَ القُرْآنُ، قَال تَعَالى: {يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)} [الأحقاف] فَذَكَرَ، وَقَال فِي مَوْضِعٍ آخَر: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} [طه: 77] قَال أَبُو حَاتِم السَّجِسْتَانِيُّ: قَوْمٌ يؤنِّثُوْنَ فَيقُوْلُوْنَ: الطَّرِيقُ الوسْطَى وَالطَّرِيقُ القَرِيبَةُ وَالبَعِيدَةُ ... قَال أَحْمَدُ بنُ عُبَيدٍ: لَمْ نَسْمَعْ تَأْنِيثَ الطَّرِيقِ إِلَّا فِي قولِ ابنِ قَيسِ الرَّقَيَّاتِ [ديوانه: 82، 83]:
إِذَا مُتَّ لَمْ يُوْصَلْ صَدِيقٌ وَلَمْ تَقُمْ ... طَرِيقٌ إِلَى المَعْرُوْفِ أَنْتَ مَنَارُهَا
تَقَدَّتْ بِهَا الشَّهْبَاءُ نَحْوَ ابنِ جَعْفَرٍ ... سَوَاءٌ عَلَينَا لَيلُهَا وَنَهَارُهَا
وَوَاللهِ لَوْلَا أَنْ تَزُوْرَ ابنَ جَعْفَرٍ ... لَكَانَ قَلِيلًا فِي دِمَشْقَ قَرَارُهَا
يُرَاجَع: المُذَكَّر وَالمُؤَنَّث لأبي حَاتمٍ السِّجِسْتَانِيَّ (147)، وَفِيهِ. "رُبَّمَا قَال الحِجَازِيُّ: طَرِيقٌ قَرِيبَةٌ وَبَعِيدَةٌ".
الصفحة 175