كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

عَلَى اسْمِ الفَاعِلِ وَهُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا في قَوْلِهِ [تَعَالى] (¬1): {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} وَعَطَفُوا اسْمَ الفَاعِلِ عَلَى الفِعْلِ المُضَارِعِ في قَوْلهِ: (¬2)
بَاتَ يُغَشِّيهَا بِعَضْبٍ بَاتِرِ ... يَقْصُدُ فِي أَسْوُقِهَا (¬3) وَجَائِرِ
وَعَطَفُوا الفِعْلَ عَلَى المَصْدَرِ في قَوْلِ امْرِئِ القَيسِ: (¬4)
* ... وتَوْكَافٌ وتَنْهَمِلانِ *

[القَضَاءُ باليَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ]
- قَوْلُهُ: "فَإنْ نَكَلَ وَأَبىَ أَنْ يَحْلِفَ"] [7]. يُقَالُ: نَكَلَ عَنِ الأَمْرِ يَنْكُلُ بالفَتْحِ في المَاضِي وَالضَّمُّ في المُسْتَقْبَلِ، هَذَا هُوَ المَشْهُوْرُ، وَحَكَى قَوْمٌ أنَّه يُقَالُ: نَكِلَ يَنْكَلُ بالكَسْرِ في المَاضِي والفَتْحِ في المُسْتَقْبَلِ، وذلِكَ غَيرُ مَعْرُوْفٍ، وَأَكْثَرُ أَهْلِ اللُّغَةِ يَجْعَلُوْنَه مِنْ لَحْنِ العَامَّةِ (¬5).
¬__________
(¬1) سورة الحديد، الآية: 18.
(¬2) هَذَان البَيتَان من الرَّجز أَنْشَدَهُمَا الفرَّاء في المعاني (1/ 213، 2/ 198)، وأَبُو عَلي الفَارسيُّ في كِتَاب الشَّعْر (427)، وابنُ الشَّجَرِيِّ في الأمالي (2/ 167)، وَالبَغْدَادِيُّ في الخِزَانَة (2/ 347).
(¬3) في الأصل: "أسواقها".
(¬4) تقدَّم ذكره في الجزء الأول. وسيأتي في التَّعليقات المحلقة بالكتاب من كلام المؤلِّف.
(¬5) يُراجع: تثقيف اللِّسان لابن مكي (65).

الصفحة 182