كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
- وَقَوْلُهُ: "وَأَنَّ العَبْدَ [إِذَا جَاءَ بشِاهِدٍ"]. مِثْلُ قَوْلِهِ [تَعَالى] (¬1): {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وَلَا يُجِيزُوْنَ فِيهِ الابْتِدَاءَ؛ لأنَّ الشَّرْطَ بِحُكْمِهِ أَنْ يَكُوْنَ بالأفْعَالِ، والكُوْفِيُّوْنَ يُجِيزُوْنَ فِيهِ الابْتِدَاءَ.
- وَقَوْلُهُ: "وَإِنْ زَنَا وَأَحْصَنَ" الرِّوَايَةُ: بِفَتْحِ الهَمْزَةِ وَالصَّادِ، ويَجُوْزُ ضَمُّ الهَمْزَةِ وكَسْرِ الصَّادِ، وقُرِئَ: [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬2): {فَإِذَا أُحْصِنَّ}، {فَإِذَا أُحْصِنَّ} فلا وَقَرَؤُوا [قَوْلَهُ تَعَالى] (¬3): {وَالْمُحْصَنَاتُ} [و] {وَالْمُحْصَنَاتُ}.
- وَ [قَوْلُهُ: "فَإذْ أَقَرُّ بِهَذَا فَلْيُقْرِرْ"] يَجُوْزُ: فَلْيُقِرَّ وَفَلْيُقْرِرْ.
[مَا جَاءَ فِي شَهَادَةِ الصِّبْيَانِ]
- قَوْلُهُ: "أَوْ يُخَبَّبُوا" [9]. أَي: يُعَلَّمُوا الخَبَّ، وَهُوَ المَكْرُ، ويُقَالُ للنَّمَّامِ والمُفْسِدِ بَينَ النَّاسِ: مُخَبِّبٌ، وَكَانَتِ الأُمَويَّة تُلَقِّبُ عَبْدُ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ خُبَيبًا، يُرِيدُوْنَ أَنَّ لَهُ مَكْرًا وَدَهَاءً، وَكَذلِكَ كَانُوا يُسَمُّوْنَ أَخَاهُ مُصْعَبًا فَكَانَا يُسَمَّيَانِ: الخُبَيبَينِ (¬4).
¬__________
(¬1) سورة التَّوبة، الآية: 6. وَلَعَلَّها في روايته: "وَإِنِ العَبْدُ جَاءَ بشَاهدٍ" حَتَّى يصحَّ له أَن يَجْعَلَهَا مثل: {وَإِنْ أَحَدٌ ... }.
(¬2) سورة النِّساء، الآية: 25، والقِراءة في السَّبعة (230، 231)، وإعراب القِرَاءَات (1/ 132، 133). قال: "قَرَأَ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو وابنُ عامرٍ وَعَاصِمٌ برواية حفص ونافع {فَإِذَا أُحْصِنَّ} بالضَمِّ. وقَرَأَ البَاقُون بالفتح".
(¬3) سورة النِّسَاء، الآية: 24. قال ابن خالويه في إعراب القراءات (1/ 131): "قَرَأَ الكسائي وحده كلها في القرآن بالكسر إلَّا هَذِهِ". وينظر: السَّبعة (230).
(¬4) يُراجع: المزهر (2/ 186)، ويُقَالُ لهما "المُصْعَبَان" أيضًا، يَغْلِبُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخرِ.
الصفحة 183