كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
لَمْ أَرَ بُؤْسًا مِثْلَ هَذَا العَامِ ... أَرْهَنْتُ فِيهِ لِلشَّقَا (¬1) خِيتَامِي
[القَضَاءُ فِيمَنْ ارْتَدَّ عَنِ الإسْلامِ]
- وَقَوْلُهُ: "فَإِنْ تَابَ وَإلَّا قُتِلَ" [15]. جُمْلَتَانِ عُطِفَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى، وَحُذِفَ جَوَابُ الشَّرْطِ مِنَ الجُمْلَةِ الأوْلَى وَحْرَفُ الشَّرْطِ مِنَ الجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ، وَتَقْدِيرُ الكَلامِ: فَإِنْ تَابَ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ، وإِنْ لَا يَتُبْ قُتِلَ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ (¬2) فِي خُطْبَتِهِ: "فَأمَّا إِذَا أَبَيتُمْ إِلَّا الطَّعْنَ عَلَى الولايَةِ والشَّقْصَ للسَّلَفِ فَوَاللهِ لأقَطِّعَنَّ عَلَى ظُهوْرِكُمْ (¬3) بُطُوْنَ السِّيَاطِ، فَإِنْ حَسَمْتْ دَاءَكُمْ وَإِلَّا السَّيفُ مِنْ وَرَائِكُمْ"، تَقْدِيرُهُ: فَإِنْ حَسَمْتُ دَاءَكُمْ فَهُوَ الَّذِي أُرِيدُ، وإِنْ لَا أَحْسِمُهُ فَالسَّيفُ مِنْ وَرَائِكُمْ. وَقَدْ تَحْذِفُ العَرَبُ الشَّرْطَ وَحْدَهُ أَوْ الجَوَابَ وَحْدَهُ، ثِقَةً
¬__________
= ومعجم الأدباء (11/ 113)، واللآلي (149). والبَيْتَان في الأمالي (1/ 56)، قَال: "أَنْشَدَنَا أَبُو المَيَّاسِ، وَكَانَ من أَرْوَى النَّاسِ للرَّجَزِ، وهو من أَهْلِ سُر مَنْ رَأى:
لَمْ أَرَ بُؤْسًا ......
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وحَقَّ فخري وبَنِي أَعْمَامِيَ
مَا فِي القُرُوْفِ حَفْنَتَا حُتَامِ
(¬1) في الأصل: "السقا".
(¬2) تقدَّم ذكره.
(¬3) في الأصل: "ظهورهم".
الصفحة 187