كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
بِفِهْمِ المُخَاطَبِ، فَمِمَّا حُذِفَ مِنْهُ الجَوَابُ وَحْدَهُ قَوْلُ الشَّاعِرُ (¬1):
* ...... إِنْ نَفَرَا *
أَرَادَ: إِنْ نَفَرَ لَا أَمْلِكُ رَأْسَهُ، وَمِمَّا حُذِفَ مِنْهُ الشَّرْطَ وَحْدَهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ -هُوَ المُثقَّبُ- (¬2):
فَإِمَّا أَنْ تَكُوْنَ أَخِي بِحَقٍّ ... فَأَعْرِفُ مِنْكَ غَثِّي مِنْ سَمِينِي
وَإِلَّا فَاطَّرِحْنِي ..... ... ...................... البيت
مَعْنَاهُ: وَإِنْ لَا تَكُنْ أَخِي بِحَقٍّ فَاطَّرِحْنِي. وَمِثْلُهُ قَوْلُ القَائِلِ: اصْبِرْ وَإِلَّا فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ.
- وَقَوْلُهُ: "مِنْ مُغْرِبه خَبَرٍ" (¬3) [6]. الصَّوَابُ كَسْرُ الرَّاءِ والإضَافَةِ، وَلَكِنَّ
¬__________
(¬1) يَرِدُ الشَّاهِدُ في كُتُبِ النَّحْويِّين هكَذَا:
أَصْبَحْتُ لَا أَحْمِلُ السِّلاحَ وَلَا ... أَمْلِكُ رَأْسَ البَعِيرِ إِنْ نَفَرَا
والذِّئْبَ أَخْشَاهُ إِنْ مَرَرْتُ بِهِ ... وَحْدِي وأَخْشَى الرِّيَاحَ والمَطَرَا
وهُمَا للرَّبِيع بنِ ضُبَعٍ الفَزَارِيِّ، شَاعِرٍ جِاهِلِيٍّ مُعَمَّرٍ. لَهُ أَخْبَارٌ في المعمرين (8)، والخزانة (3/ 308)، والشَّاهد في الكتاب (1/ 253)، والنُّكت عليه للأعلم (1/ 223)، والنَّوادر (446)، والجُمل (76)، وشرح أبياته (الحُلل) (37)، وإعراب القرآن للنَّحاس (1/ 473، 608)، والمُحتسب (2/ 99). وشعر قبيلة ذبيان (358).
(¬2) ديوان المُثَقَّب (211، 212)، وتكملته:
......... واتَّخِذْنِي ... عَدُوًا أَتَّقِيكَ وتَتَّقِينِي
ويُنظر: الأُزهية (140)، وأمالي ابن الشَّجري (2/ 344)، والمقرَّب (1/ 232)، والجنى الدَّاني (532)، والمُغني (1/ 61)، وشرح شواهده (1/ 190)، والخِزَانَة (4/ 329).
(¬3) هَذَا من أَمْثَال العَرَب وأَقْوَالِهَا المَشْهُورة، يُقَال للقَادِمِ من سَفَرٍ. ورِبَّمَا رُوِيَ: "هَلْ مِنْ =
الصفحة 188