كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

عَلَيهِ رِدَاءَهُ أَوْ ثَوْبًا مِن ثِيَابِهِ، فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ أَحَدٌ، قَال أَبُو خِرَاشٍ (¬1):
وَلَمْ أَدْرِ مَنْ أَلْقَى عَلَيهِ رِدَاءَهُ ... عَلَى أَنّه قَدْ سُلَّ مِنْ مَاجِدٍ مَحْضِ
وبَلَغَ سُلَيمَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ أَنَّ وَكِيعَ بنَ الدَّوْرَقِيّة التَّمِيمِيُّ (¬2) أَوْقَعَ بِقُتيبَةَ بنِ مُسْلِمٍ بِخُرَاسَان، فَخَطَبَ بِمَكَّةَ وَذَكَرَ غَدْرَ بَني تَمِيمٍ، وَسُرْعَتَهُمْ إلى إِثَارَةِ
¬__________
(¬1) اسمُهُ خُوَيلِدُ بنُ مُرَّة، أحدُ بني قُرْدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُعَاويَةَ بنِ تَمِيمِ بنِ سَعْدِ بنِ هُذَيل. تُوفي في خِلافَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضيَ اللهُ عَنْهُ-. أَخْبَارُه في: الشِّعْرِ والشُّعَراء (640)، وديوان الهُذَلِيِّين (2/ 142)، وشَرْحُهُ للسُّكَّرِي (1230)، والأغاني (21/ 216)، والإصابة (2/ 364). والبَيتُ الَّذِي أَوْرَدَهُ المُؤلِّفُ من قَصِيدَةٍ أورَدَهَا السُّكَّريُّ في شرْح أَشعارِ الهُذَلِيِّين، وأَبُو الفَرَج الأصْفَهَانِي في "الأغاني" وغيرهما، قالها أَبُو خِرَاشٍ بعد أن أفلت ابنه خراشٌ من بني ثُمَالةَ وقَتَلُوا أَخَا أبي خراش عُرْوَةَ في قصَّةٍ مَشْهُوْرَةٍ فَقَال:
حَمِدْتُ إِلهِي بَعْدَ عُرْوَةَ إِذْ نَجَا ... خِرَاشٌ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ
فَوَاللهِ لَا أَنْسَى قَتِيلًا رُزِئْتُهُ ... بِجَانِبِ قَوْسَى مَا حَييتُ عَلَى الأرْضِ
بَلَى إِنَّهَا تَعْفَى الكُلُوْمَ وَإِنَمَا ... يُوَكَّلُ بالأدْنَى وإِنْ جَلَّ مَا يَمْضِي
وَلَمْ أَدْرِ مَنْ أَلْقَى ........ ... ........................ البيت
والشَّاهِدُ في: دلائل الإعجاز (470)، وشرح الحماسة للمَرْزُوقِي (787)، وشرحها للتِّبريزي (2/ 145)، والإنصاف (390).
(¬2) وكيعُ بنُ الدَّورقيّة، والدَّوْرَقِيّةُ المشهور بها هي أُمُّهُ، واسمُهُ وَكَيع بنُ عُمَيرٍ القُرَيعِيُّ التَّمِيمِي، قَائِدٌ، شُجَاعٌ، مُشَارِكٌ في الحُرُوْبِ في خُرَاسَان، هو الَّذِي قَتَلَ عَبْدَ الله بنَ خَازِمٍ السُّلَمي في قِصَّةٍ مَذْكُوْرَة، يُراجع: الكامل للمُبرد (598، 599)، وتاريخ الطَّبري (6/ 177)، وفي ذلك يَقُوْلُ الفَرَزْدَقُ:
كأنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ تَمِيمًا إِذَا دَعَتْ ... تَمِيمٌ وَلَمْ تَسْمَع بِيَوْمِ ابنِ خَازِمِ
ويَقُوْلُ أَيضًا:
أَتَغْضَبُ إِذْ أُذْنَا قُتيبَةَ جُزَّتَا ... جَهَارًا وَلَمْ تَغْضَبْ لِيَوْمِ ابْنِ خَازمُ

الصفحة 20