كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

-وَهُوَ العَقْدُ-. وَقَال الشَّافِعِيُّ (¬1): وَلِيمَةُ العُرْسِ، وَوَلِيمَةُ الخِتَانِ والنَّفَاسِ، وَمَا حَدَثَ [فِي] السُّرُوْرِ وَاجِبٌ، وَمَا قَالهُ لَيسَ بمَعْرُوْفٍ فِي اللُّغَةِ، وإِنَّمَا الوَليمَةُ مَا ذَكَرْنَاهُ (¬2). وَطَعَامُ الخِتَانِ يُسَمَّى الإعْذَارَ (¬3)، وطَعَامُ الخُرْسِ يُقَالُ لَهُ: طَعَامُ النَّفَاسِ (¬4)، ومَا تُطْعَمُه النُّفَسَاءُ: خُرْسَةٌ (¬5)، خَرَسْتُ تَخْرِيسًا. والنَّقِيعَةُ (¬6): طَعَامُ القَادِم من سَفَرِهِ. والنَّقِيعَةُ: الشَّاةُ وَنَحْوَهَا (¬7)، رَوَى الزُّبَيرُ، عَنْ نَافِعٍ،
¬__________
(¬1) قَوْلُ الشَّافِعِيّ في "مُخْتَصَرِ المُزَنيِّ": (94/ 1)، وشَرْحُ أَلْفَاظِهِ "الزاهِرِ" للأزْهَرِيِّ: (321، 322) بَقِيّةُ نَصِّ الشَّافِعِيِّ فِيهِمَا: "أَوْ حَادِث سُرُور وَدُعِيَ إِلَيهَا النَّاسُ فَاسْمُ الوَليمَةِ يَقَعُ عَلَيهَا" ونَقَلَ الأزْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيدَةَ رحمه الله قَوْلُهُ: "سَمِعْتُ أبا زَيدٍ يَقُوْلُ: سُمِّيَ الطعَامُ الَّذي يُصنَعُ عن العُرْس: الوَليمَةَ. وحَكَى ثَعْلَب عَنِ ابنِ الأعْرَابِيّ: أَوْلَمَ الرَّجُلُ: إِذَا اجْتَمَعَ عَقْلُهُ وخُلُقُهُ. قَال: وأَصْلُ الوَليمَةِ: تَمَامُ الشَّيءِ واجْتِمَاعُهُ، قَال: وَيُقَالُ للقَيدِ: وَلَمٌ. قَال أَبُو مَنْصُوْرٍ: فَسُمِّيَ طَعَامُ العُرْسِ: وَلِيمَةً؛ لاجْتِمَاعِ الرَّجُلِ وامْرَأَتِهِ" وفي الأصْلِ: "قَال الشَّافِعِي: اثْنَان وليمة ... "؟ ! .
(¬2) أي: العُرْسُ والإمْلاكُ، وفي (س): "قَالهُ ابنُ عَبْدِ البَرِّ"، ويُراجع: فَصّ الخَوَاتِم: (40).
(¬3) في فَصِّ الخَوَاتِمِ فِيمَا قِيلَ في الوَلائِمِ: (70) قَال: "وَلِيمَةُ العَذِيرِ .. ثُمَّ قَال: والإعْذَارُ" "فَسَمَّاهَا وَلِيمَةً وهي لَيسَت لعُرْسٍ أَو إِمْلاكٍ، ثُمَّ نَقَلَ عن ابنِ الأثِير قوله: "الوَليمَةُ في الإعْذَارِ حَقٌّ، والإعْذَارُ الخِتَانُ، يُقَالُ: عَذَرْتُهُ وأَعْذَرْتُهُ فهو مَعْذُورٌ، ثُمَّ قِيلَ للطعَامِ الَّذي يُطْعَمُ في الخِتَانِ: إِعْذَارٌ ... "وَقَال ابنُ الأثِير في النِّهاية (5/ 226) (في الوَليمَةِ): وَهِيَ الطَّعَامُ الَّذِي يُصْنَعُ عِنْدَ العُرْسِ".
(¬4) لَعَلَّ الصَّوَابَ: وَطَعَامُ النَّفَاسِ يُقَالُ لَهُ: الخُرْسُ، فانْقَلَبَتِ العِبَارَةُ سَبْق ذهنٍ مِنَ النَّاسِخِ أَو المؤلِّف.
(¬5) فصُّ الخواتِم: (50).
(¬6) فصُّ الخواتِم: (58).
(¬7) في الأصل: "ونحوه".

الصفحة 22