كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

القَائِلِ (¬1): لَا يَسَعُنِي شَيءٌ [وَيَعْجَزُ عَنْكَ، أَي: لَا يَسَعُنِي شَيءٌ] وَيَكُوْنَ مِنْهُ أَنْ يَعْجَزَ عَنْكَ، وَلَا تَلْبِسُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَيَكُوْنُ مِنَّا أَنْ نَتَحَمَّلَهُ عَنكُمْ.

[مَا جَاءَ في الخَلِيّة والبَرِيّةِ (¬2) .. ]
-[قَوْلُهُ: "حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِك"] [4]. أَصْلُ هَذ الكَلِمَةِ: "حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ" أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَرِّحَ نَاقَتَهُ أَلْقَى حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، لِئَلَّا تَطَأَهُ وتَعْثُرَ فِيهِ ثُمَّ يُرْسِلَهَا تَذْهَبَ حَيثُ شَاءَتْ، وَكَانَتِ العَرَبُ تُطَلِّقُ بِهَذ الكَلَمَةِ. والغَارِبُ: أَعْلَى السَّنَامِ، وَيَكُوْنُ أَيضًا أَعْلَى الكَتِفَينِ والظَّهْرِ (¬3).
والمَجَادِيحُ (¬4): نُجُوْمٌ كَانَتِ العَرَبُ تَنْسِبُ إِلَيهَا الأنْوَاءَ، وَذَكَرَ أَبُو حَنِيفَةَ أَنَّ الدَّبِرَانَ يُقَالُ لَهُ: مِجْدَحٌ ومُجْدَحٌ (¬5).

[مَا لَا يَبِينُ مِنَ التَّمْلِيكِ]
- و [قَوْلُهُ: "خَطَبَتْ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ" [14]. مَجَازُهُ في العَرَبِيّةِ عَلَى وَجْهَينِ:
¬__________
(¬1) هَذَا في أَمْثِلَةِ النَّحويين، يُراجع: الكتاب (1/ 425)، والمسائل المنثورة (148) ...
(¬2) الخَلِيَّةُ: من كِنَايَاتِ الطَّلاق في الجَاهليّة، كَانَ الرَّجُلُ يَقُوْلُ لِزَوْجَتِهِ: أَنْتِ خَلِيّةٌ، فَتَطْلُقَ مِنْه، وهي في الإسْلامِ من كِنَايَاتِ الطَّلاقِ ... يُقَالُ: رَجُلٌ خَلِيٌ، لَا زَوْجَةَ له، وامْرَأَةٌ خليَّةٌ لَا زَوْجَ لَهَا. (النهاية 2/ 75)، ومثله: البَرِيَّةُ.
(¬3) الزَّاهر لابن الأنباري (2/ 257).
(¬4) غرِيبُ أبي عُبَيدٍ (3/ 259)، والغَريبين (1/ 323)، والمُغيث (1/ 301)، والنهاية (1/ 243).
(¬5) بكسر الميمِ وضَمِّهَا، الأنْوَاء لابن قتيبة (37)، وفي الأزمنة والأمْكِنة. للمرزوقي (1/ 314)، قال: "حَكَاهُمَا الشَّيبَانِي".

الصفحة 28