كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلَّى الله على سيِّدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وسَلَّمَ

([كتَابُ] النِّكاح) (¬1)
[مَا جَاءِ في الخطبَة]
قَال كَثِيرٌ مِنَ اللُّغَويِّينَ: خَطَبْتُ المَرْأَةَ خِطْبَةٌ. وعَلَى المِنْبَرِ خُطْبَةً. وَقَال ثَعْلَبٌ (¬2): الخُطْبَةُ -بالضَمِّ- اسمٌ لِمَا يُخْطَبُ به، والخطْبَةُ -بالكَسْرِ-: المَصْدَرُ. وَقَال ابن دُرُسْتُوَيه (¬3): هُمَا اسْمَانِ لَا مَصْدَرَانِ، لكِنَّهُمَا وُضِعَا مَوْضِعَ المَصْدَرِ، وَلَوْ اسْتُعْمِلَ مَصْدَرُهُمَا عَلَى القِيَاسِ لَخَرَجَ مَصْدَرُ مَا لَا
¬__________
(¬1) المُوَطَّأ روايةُ يَحْيَى (2/ 523)، ورواية أبي مُصْعَبٍ الزهْرِيِّ (1/ 567)، ورواية محمد بن الحسن (176)، وَرِوَايَةُ سُوَيدٍ (254)، وتَفْسِير غريب المُوطَّأ لابنِ حَبِيبٍ (1/ 405)، والاستذكار (7/ 16)، والمُنْتَقَى لأبي الوليد (3/ 264)، والقَبَس لابنِ العَرَبِيِّ (2/ 677)، وتنوير الحوالك (2/ 61)، وشرح الزرقاني (3/ 124)، وكشف المُغَطَّى (245).
(¬2) هو أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ يَحْيى الشَّيبَانِيُّ (ثَعْلَبٌ) إمام الكُوفيين (ت 292 هـ) والنَّصُّ في كتابه "الفَصِيح" (302). يُراجع: شرحه لابن هِشَام اللَّخْمِي (170)، وشَرْحُهُ لابن الجبان (253)، والتَّلويح (65)، وأَدَب الكاتِب (336).
(¬3) هُوَ عَبْدُ الله بنُ جَعْفَرِ بنِ دُرُسْتُوَيه بن المَرْزُبَان الفَارِسِيُّ النَّحَويُّ (ت 347 هـ) شَارحُ "الفَصِيحِ"، وشَرْحُهُ يُسَمَّى "تَصْحِيحَ الفَصِيحِ" طُبعَ الجُزْءُ الأوَّل منه في بَغْداد سنة (1975 م) عن نسخةٍ واحدةٍ، وللكتاب نُسْخَتَانِ جَيِّدَتَانِ حَقَّقَهُ الدُّكْتُور عبد الله الجبوري، ولابُدَّ أنَّه الآنَ عَلَى مَعْرِفَةٍ بِنُسْخَته الأُخْرَى، وَقَدْ طَال انْتِظَارُهُ وطُلَّاب العِلْمِ بِحَاجَةِ إِليه، والنَّصُّ في تَصْحِيحِ الفَصِيح ورقة (178).

الصفحة 3