كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

يَنُوْءُ: إِذَا نَهَضَ بِثُقْلٍ، فَإِذَا سَقَطَ وَلَمْ يُحْدِثْ شَيئًا قِيلَ: خَوَى وأَخْوَى وأَخْفقَ، فَضُرِبَ مَثلُهُ لِلْخَيبَةِ فَقَالُوا: خَطَّأَ اللهُ نَوْءَهَا لِمَنْ دَعَوا عَلَيهِ بالخَيبَةِ.
- وَ [قَوْلُهُ]: "قَوْلُ الثّقَفِي: بِفِيكِ الحَجَرُ" (¬1) [13]. هَذِهِ اللَّفْظَةُ تُسْتَعْمَلُ عَلَى ثَلاثَةِ مَعَانِي:
أَحَدُهَا: خَيبَةُ المَدْعُوِّ عَلَيهِ، أَوْ مَنْ يُقَالُ لَهُ ذلِكَ، وأَنّهُ لَا حَظَّ لَهُ فِيمَا أَرَادَهُ [إلَّا] الحِجَارَةَ فَيَقُوْلُوْنَ: بِفِيهِ الحَجَرُ، والجَنْدَلُ، والكَثكَثُ والكِثكِتُ، والأثْلَبُ، والإِثْلِبُ، والبَرَى، والتُّرْبُ، وَهُوَ أَحَدُ التّأْويلاتِ في قَوْلهِ: "ولِلْعَاهِرِ الحَجَرُ".
والمَعْنَى الثَّانِي: يُرِيدُوْنَ بِهِ هَلاكَ المَقُوْلِ لَهُ ذلِكَ، وذلِكَ أَنَّ المَصْرُوْعَ يَلْقَى بِوَجْهِهِ التُّرَابَ والحِجَارَةَ، وَمِنْهُ في المَعْنَى: أَرْغَمَ اللهَ أنْفَهُ، وَ [قَوْلُ الشَّاعِرِ]:
* ...... لِلْيَدَينِ ولِلْفَمِ (¬2) *
¬__________
(¬1) المستُقصى (2/ 12)، وتمثال الأمثال (382).
(¬2) قوله: "لِلْيَدَينِ ولِلْفَمِ" استعملها كثرٌ من الشُّعراء هكَذَا:
* فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَينِ ولِلْفَمِ *
وهي عَجُزُ بيتٍ مَوْرُوثٌ شِعْرِيٌّ لِكُل شَاعِرٍ الحَقَّ في أَنْ يَسْتَعْمِلَهُ كَقَوْلهِمْ:
* أَلا لَيتَ شِعرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيلَةً *
وَقَوْلهِمْ:
* أَيَا رَاكِبًا إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ *
وَقَوْلهِمْ:
* وَعَاذلة هَبَّتْ بِليلٍ تَلُوْمُنِي *
وأَمْثالُهَا كثيرٌ. ثُمَّ صَارَ قَوْلُهُم: "لِلْيَدَينِ وَلِلْفَمِ" مَثلًا وتنَاقَلَهُ أَصْحَابُ كُتُبِ الأمْثَالِ، يُراجع: أمثال أبي عُبَيدٍ (77)، وشرحه فَصل المقال (98)، ومجمع الأمْثَال (3/ 144)، =

الصفحة 30