كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

لَهُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصَ فَيَكُوْنُ "مِنْ" مُعَلَّقَةٌ بالاسْتِقْرَارِ (¬1) الَّذِي دَلَّتْ عَلَيهِ اللَّامُ لَا بِالإيلاءِ، كَمَا تَقُوْلُ لِلْمُطَلِّقِ مِنْ زَوْجَتِهِ أَنْ تَعْتَدَّ، أَي: هَذَا وَاجِبٌ لَهُ عَلَيهَا.
ويُحْتَمَلُ أَنْ يَكُوْنَ عَدَّوا {يُؤْلُونَ} بـ"مِنْ" حَمْلًا عَلَى المَعْنَى؛ لأنَّه إِذَا آلَى مِنْهَا فَقَدْ انْفَصَلَ مِنْهَا وَتَبَرَّأ (¬2)، فَيَكُوْنُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلهُ (¬3):
إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيرٍ ... لَعَمْرُ اللهُ أَعْجَبني رِضَاهَا
فَعَدَّى الرِّضَى بـ "عَلَى" لأنَّه بِمَعْنَى الإقْبَالِ؛ فَإِذَا رَضِيَ عَنْهُ أَقْبَلَ عَلَيهِ".
- وَ [قَوْلُهُ: "وَإِمَّا أنْ تَفِيءَ"] [17]. الفَيءُ: الرُّجُوع، فَاءَ يَفِيءُ: إِذَا رَجَعَ.
- وَ [قَوْلُهُ: "عَلَيهَا الرَّجْعَةُ"] [18] يُقَالُ: رَجْعَةٌ يُرِيدُوْنَ المَصْدَرَ، وَرِجْعَة يُرِيدُوْنَ الهَيئَةَ.
- وَ [قَوْلُهُ: "مِنْ مَرَض أوْ سَجْنٍ"] [19]. السِّجْنُ: البَيتُ الَّذِي يُسْجَنُ فِيهِ، والسَّجْنُ: المَصْدَرُ، وهَوَ أَلْيَقُ بِهَذَا المَوْضِعِ، وَإِنْ كُسِرَتْ فِيهِ لَمْ تَمْتَنِعِ.

(الظِّهَارُ)
- ظَاهَرَ (¬4) الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ، وَتَظَاهَرَ، وتَظَهَّرَ بِمَعْنًى، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا (¬5).
¬__________
(¬1) في الأصل: "بالإقرار".
(¬2) في الأصل: "تبوأ".
(¬3) تقدم ذكره في الجزء الأول.
(¬4) تأخَّرت هذه الفقرة عن الفقرة التي تليها في الأصل.
(¬5) يقصد ما جاء في قوله تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيهِ} سورة التَّحريم، الآية: 4. قال ابن خالويه في "إعراب القراءات" (2/ 376): "قَرَأَ أَهْلُ الكُوْفَةِ بالتَّخْفِيفِ، وقَرَأَ البَاقُوْنَ بالتَّشْدِيدِ .. " وذكر علَّة كلٍّ هُنَاك.

الصفحة 33