كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

حَاجَتِنَا لَا يُرِيدُوْنَ أَنْ يَقُوْمَ حَسْبُ، إِنَّمَا يُرِيدُوْنَ: امْشِ فِي حَاجَتِنَا وَاسْعَ (¬1) في حَاجَتِنَا، وَأَنْشَدَ قَوْلَ الأعْشَى (¬2):
* يَقُوْمُ عَلَى الوَغْمِ في قَوْمِهِ *
أَي: يَطْلُبُ بالذَّحْلِ (¬3) وَيَسْعَى فِيهِ، وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬4): {إلا مَا دُمْتَ عَلَيهِ قَائِمًا} أَي: مُوَاظِبًا عَلَيهِ بالاخْتِلافِ والمُطَالبَةِ والاقْتِضَاءِ. وَمَعْنَى القَائِمِ في حَدِيثِ الإبَاحَةِ أَي: عيرَ مَاشٍ فَهُوَ عَلَى طُمَأْنِينَةٍ بِمَنْزِلَةِ القَاعِدِ.
وَذَهَب (ش) (¬5) إِلَى أَنَّ النَّهْي عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا خصُوْصٌ.

[السُّنة فِي الشُّرْبِ وَمَناوَلَتِهِ عَنِ اليَمِين]
- وَ [قَوْلُهُ]: "الأَيمَنَ فالأَيمَنَ"] [17]. مَنْصُوْبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ كَأَنَّهُ قَال: اعطُوا الأيمَنَ فَالأيمَنَ.

[جَامِعُ مَا جَاءَ في الطَّعَامِ والشَّرابِ]
-[قَوْلُهُ: "فآدَمْتُهُ"] [19]. يُقَالُ: أَدَمْتُهُ بالقَصْرِ، وآدَمْتُهُ بالمَدِّ، وهُمَا لُغَتَانِ، ويُقَالُ لِمَا يُوْتَدَمُ بِهِ: إِدَامٌ وأُدْمٌ، وَقَدْ يَكُوْن الأُدْمُ جَمْعَ إِدَامٍ، ويَكوْنُ
¬__________
(¬1) في الأصل: "اسع" مكررة.
(¬2) ديوانه "الصُّبح المنير" (31) وعجزه:
* ويَعْفُوا إِذَا شَاءَ أَوْ يَنْتَقمْ *
(¬3) في الأصل: "الرَّجل".
(¬4) سورة آل عمران، الآية: 75.
(¬5) يظهر أنَّ هَذَا رَمْزٌ للشافِعِيّ هُنَا، وإن كَانَ المُؤلِّفُ يَسْتَعْمِلُهَا أَحْيَانًا رَمْزًا لِنَفْسِهِ "الوقشي".

الصفحة 346