كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

كَقَوْلهِم: يَا زَيدُ العَاقِلُ مَرْفُوعًا ومَنْصُوْبًا، وَعَلَى ذلِكَ قَوْلُ جَرِيرٍ (¬1):
* ... يَا عُمَرُ الجَوَادَا *
والرِّوَايَة: يَا نِسَاءُ المُؤمِنَاتِ مِنْ (¬2) بَابِ قَوْلهِمْ: "مَسْجِدُ الجَامِعِ" وَ"صلاةُ الأوْلَى". وَقَدْ مَضَى الكَلامُ عَلَيهِ في كِتَابِ "الجَامِعِ"، وَهَذَا كَمَا تَقُوْلُ: يَا رِجَالُ الرِّجَالِ كَذلِكَ تَقُوْلُ: يَا نِسَاءُ المُؤمِنَاتِ.
-[قَوْلُهُ: "حَتَّى يَحْيَى النَّاسُ"] [29]. يُقَالُ: أَحْيَا النَّاسُ يُحْيُوْنَ: إِذَا حَيِيَت أَمْوَالُهُمْ وأَخْصَبُوا، كَمَا يُقَالُ: أَهْزَلَ النَّاسُ فَهُمْ مُهْزِلُوْنَ: إِذَا أَجْدَبُوا فَهَزُلَتْ أَمْوَالُهُمْ. والفُقَهَاءُ يَرْوُوْنَهُ يَحْيَى النَّاسُ من أَوَّلِ مَا يَحْيَوْنَ بفَتْحِ اليَاءَين والوَجْهُ مَا ذَكَرَنَا.
- وَ [قَوْلُهُ: "كآَنَّكَ مُقْفِرٌ"] المُقْفِرُ: الَّذِي لَا أُدْمَ لَهُ، كَذَا يُقَالُ: أَقْفَرَ الرَّجُلُ، وَطَعَامٌ قِفَارٌ، وعِفَارٌ، وَخَتٍّ، وسَحِيتٌ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فيه أُدْمٌ.
-[قَوْلُهُ: "أنَّ عِنْدِي قَفْعَةً"] [30] القَفْعَةُ: شِبْهُ القُفَّةِ (¬3).
¬__________
(¬1) ديوان جرير (118)، والبيت بتمامه:
وَمَا كَعْبُ بنُ مَامَةَ وابنُ سُعْدَيُ ... بِأجْوَدَ مِنْكَ يَا عُمَرُ الجَوَادَا
يَمْدَحُ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيزِ رحمه الله والشَّاهدُ في المقتضب (4/ 208)، والأصول (1/ 369)، والجمل للزَّجاجي (154)، وشرح أبياته "الحلل"، والمغني (19)، وشرح أبياته (1/ 63).
(¬2) في الأصل: "في".
(¬3) قال اليَفْرُنِيُّ في "الاقتضاب": "أبُو عُمَرَ: القَفْعَةُ عندهم: ظَرْفٌ يُعْمَلُ من الحَلْفَاءِ وَشِبْهِهَا مُسْتَطِيلٌ كالذي يُحْمَلُ فيه عندنا التُّراب والزَّبَلُ على الدَّوَابِّ. والقُفَّةُ عندهم: الَّتي لها منها غِطَاءٌ، وأمَّا عندنا فالقُفَّةُ مُدَوَّرَةٌ لا غِطَاءَ لها، وقال الأعشى: هي قفةٌ أكبرُ من المكتلِ. قال: وأهلُ العِرَاقِ يُسَمُّونها: جَلَّةً. قال ابنُ مزيَّنِ: يُسَمُّونها: الزَّنْبِيلَ". وفي تهذيب اللُّغَةِ=

الصفحة 350