كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
[كتَاب العَين] (¬1)
[الوضُوء مِنَ العَينِ]
- و [قَوْلُهُ: "اغْتَسَلَ أبِي -سَهْلُ بنُ حُنيفٍ (¬2) - بالخَرَّارِ" [[1] الخَرَّارُ: نَهْرٌ بِخَيبَرَ (¬3)، وخَرِيرُ المَاءِ وَأَلِيلُهُ وقَسِيبُهُ: صَوْتُ جَرَيَانِهِ.
- و [قَوْلُهُ: "فَلُبِطَ سَهْلٌ"] [2]. لُبِطَ الرَّجُلُ ولُبِجَ: إِذَا صُرِعَ فَضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأرْضَ. ويُقَالُ: عِنْتُ الرَّجُلَ بِعَينِي أَعِينُهُ فَأَنَا عَايِنٌ وَهُوَ مَعْيُوْنٌ ومَعِينٌ. وَجَاءَ في حَدِيثٍ يُرْوَى عَنْ عَائشَةَ: "إِنَّهُمْ كَانُوا يَأمُرُوْنَ المَعِينَ أنْ يَتَوَضَّأ فَيَغْتَسِلَ مِنْهُ المُعَانُ" وَهَذَا عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ خَطَأٌ مِنَ الرَّاوي إِنَّمَا هو العَائِنُ فَيَتَوضَّأَ فَيَغْتَسِلَ مِنْهُ المَعِينُ، قَال الشَّاعِرُ (¬4):
¬__________
(¬1) المُوطَّأ رواية يحيى (2/ 938)، ورواية محمَّد بن الحسن (325)، ورواية سويد (507)، وتفسير غريب المُوطَّأ لابن حبيب (2/ 241)، والاستذكار (27/ 7)، والمُنتقى لأبي الوليد (7/ 254)، والقبس لابن العربي (1105)، وتنوير الحوالك (3/ 119)، وشرح الزُّرقاني (4/ 350).
(¬2) سَهْلُ بنُ حُنَيفٍ -على التَّصْغِيرِ- أَوْسِيُّ، أَنْصَارِيُّ، بَدْرِيُّ، مِمن ثَبَتَ يَوْمَ أُحُدَ حِينَ انكشَفَ النَّاسُ، وبَايَعَ عَلَى المَوْتِ، وَكَانَ يَنْفَحُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم - بالنَّبْلِ وشَهَدَ المَشَاهِدَ مَعَ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَد آخَى بَينَهُ وَبَينَ عَلِي بنِ أَبِي طَالِبٍ. تُوفِّيَ سنة (38 هـ). يُراجع: طبقات ابن سَعْدٍ (3/ 39)، ، والاستيعاب (632)، والإصابة (3/ 198).
(¬3) "خَيبَرُ" تقدَّم ذكرُها مرارًا والخَرَّارُ المذكور هُنَا في مُعْجَمِ البُلدان (2/ 400)، وفي "الاقتضاب" لليَفْرُنيِّ: "موضع بالمدينة، وقيل: وادٍ من أوديتها على وَزْنِ فَعَّالٍ".
(¬4) هو العباسُ بنُ مِرْدَاس السُّلَمِيُّ، والبَيتُ في ديوانه (108). والشَّاهد في المُقتضب (1/ 102)، والخصائص (1/ 261)، وأمالي ابن الشَّجَرِيِّ (1/ 167، 321)، وشرح شواهد =
الصفحة 355