كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
كَقَوْلهِمْ لِلَّذِي يَتَسَمَّعُ الأخْبَارَ: أُذُنٌ، وللَّذِي يَتَطَلَّعُ لِلقَوْمِ: عَينٌ.
- و [قَوْلُهُ "وَإِعْفَاءِ اللِّحَى"]. الإعْفَاءُ: لَفْظٌ يُرَادُ بهِ التَّكْثيرُ والتقلِيلُ (¬1)، يُقَالُ: عَفَا وَبَرُ النَّاقَةِ وَلَحْمُهَا: إِذا كَثُرَ، وَعَفَا القَوْمُ: إِذَا كَثروا [وَقَوْلُهُ تَعَالى]: (¬2) {حَتَّى عَفَوا} أَي: كَثُرُوا، ويُقَالُ: عَفَا المَنْزِلُ: إِذَا دَرَسَ وَذَهَبَتْ آثَارُهُ.
- قَوْلُهُ: ["سَدَلَ رَسُوْلُ اللهِ .. "] [4] السَّدْلُ: إِرْسَالُ الشَّيءِ، والمُنْسَدِلُ مِنَ الشَّيءِ: الطَّويلُ، ويُقَالُ لَهُ: المُنْسَدِرُ. كَانَ شَعْرُ رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوْقَ الوَفْرَةُ (¬3) وَدُوْنَ الجُمَّةِ. الوَفْرَةُ: الشَّعْرَةُ الَّتي إلى شَحْمَةِ الأذُنَين، فَإِذَا زَادَتْ شَيئًا فَهِيَ جُمَّة، فَإِذَا ألمَّتْ بالمَنكبِ فَهِيَ لِمَّةٌ (¬4). وَقَدْ قِيلَ: اللِّمَّةُ والجُمَّةُ سَوَاء. فَإِذَا بَلَغَ الكفلَ (¬5) فَهو [واردٌ] (¬6).
-[قَوْلُهُ: "كانَ يَكْرَهُ الإخْصَاءَ" [[4] الإخْصَاءُ [كَذَا] وَقَعَ في الرِّوَايَةِ، وَهُوَ خَطَأ من الرَّاوي، وَصَوَابُهُ: الخَصَا، وفِعْلُهُ: خَصَيتُ.
- وَقَوْلُهُ: "فيه تَمَامُ الخَلْقِ". عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، ومثله [قَوْلُهُ
¬__________
(¬1) يُراجع: الأضداد لقطرب (114)، والأضداد لأبي حاتم السجستاني "تحقيق: محمد عودة" (108)، والأضداد لابن الأنباري (86)، والأضداد لأبي الطَّيِّب اللُّغوي (483)، والأضداد للصَّغاني (108)، والصَّحاح، واللِّسان، والتَّاج (عفا).
(¬2) سورة الأعراف، الآية: 95. وفي الأصل: "يعفو" تحريفٌ.
(¬3) في الأصل: "افر".
(¬4) في خلق الإنسان لثابت (65) عن أبي زيدٍ: "اللِّمَّةُ: مَا زَادَ الجُمَّةِ".
(¬5) الكفل: العَجُزُ.
(¬6) لعل صحَّتها فهو جُفَالٌ.
الصفحة 362