كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

[كِتَابُ الرُّؤيَا] (¬1)
[مَا جَاءَ في الرُّؤيَا]
-[قَوْلُهُ: "جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وأرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبوَّةِ"] [1] اختَلَفَتِ الرِّوَايَةُ في تَجْزِئَةِ الرُّؤْيَا مِنَ النُّبُوَّةِ فَرُويَ منْ سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ، وَمِنْ سِتَّةٍ وعِشْرِينَ، ومِنْ أَرْبَعِينَ، وَمِنْ خَمْسَةٍ وأَرْبَعِينَ، وَمِنْ أَرْبَعَة وأَرْبَعِينَ، وَمِنْ سَبْعِين (¬2). جَمَعَ الطَّحَاويُّ بَينَ هَذه الرِّوَايَاتِ، فَقَال: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ بُشْرَى لِلْمُؤمِنِينَ، والبُشْرَى نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ عَلَى عَبْدهِ وَفَضْلٌ، فَيَكُوْنُ اللهُ تَفَضَّلَ عَلَى عَبْدِهِ أَوَّلًا بَأَنْ جَعَلَ رُؤْيَاهُ جُزْءًا مِنْ سبْعِينَ، ثَمَّ زَادَ إِنْعَامًا وفَضْلًا بِأَنْ جَعَلَهَا جُزْءًا مِنْ خَمْسِينَ، وَهكَذَا إِلَى أَقَلِّ العَدَدِ، وَهِيَ أَرْفَعُ المَنَازِلِ، فَكَانَتْ بِمَنْزِلَةِ الحَسَنَاتِ الَّتِي يُضْعِفُهَا اللهُ للعَبْدِ (¬3) مِنْ عَشْير إلَى سَبْعِمَائَةَ.
وَقَال (ش) (¬4): لَمَّا كَانَ المُؤمِنُوْنَ يَتَفَاضَلُوْنَ في إِيمَانِهِمْ تَفَاضَلَتْ رُؤاهُمْ فَأقْوَاهُمْ إِيمَانًا تكوْنُ رُؤْيَاهُ جُزْءًا مِنْ سِتَّةٍ وعِشْرِينَ، ثُمَّ مَنْ هُوَ دُوْنَهُ تكوْنُ رُؤْيَاهُ جُزْءًا من أَرْبِعِينَ، ثُمَّ مَنْ دُوْنَهُ تكوْنُ رُؤْيَاهُ جُزْءًا مِنْ خَمْسَةٍ وأَرْبَعِينَ، ثُمَّ هكَذَا إِلَى
¬__________
(¬1) الموطَّأ رواية يحيى (2/ 956)، ورواية أبي مُصْعَب الزهري (2/ 134)، ورواية سُوَيدٍ (475)، ورواية محمد بن الحسن (325)، وتفسير غريب الموطَّأ لابن حبيب (2/ 153)، والاستذكار (27/ 116)، والقَبَس لابن العربيِّ (3/ 1135)، والمُنتقى لابي الوليد (7/ 276)، وتنوير الحوالك (3/ 130)، وشرح الزُّرقاني (4/ 350)، وكشف المغطى (361).
(¬2) كتب فوق بعض هذه الروايات اسم من رواها مختصرًا فظهر اسم أنس، وابن عباس وابن عمر ..
(¬3) في الأصل: "إلى العبد".
(¬4) يظهر أنَّه هُنَا رمزٌ للمُؤَلِّفِ "الوَقشِي".

الصفحة 365