كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

سَبْعِينَ، وَفِيهِ قَوْلٌ آخرُ: لَوْلَا اخْتِلافِ التَّجْزئَةِ فإِنَّمَا يَأْتِيَ عَلَى رِوَايَةِ السِّتةِ والأرْبَعِينَ.

[مَا جَاءَ في النِّرْدِ]
-[قَوْلُهُ: "مَنْ لَعِبَ بالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللهُ ورَسُوْلَهُ"] [6] النَّرْدُ (¬1) بالفَارِسِيَّة أَصْلُهُ: نَرْدَشِير، فَحُذِفَ بَعْضُهُ لِطُوْلهِ، كَمَا أَنَّ البَيْذَقَ أَصْلُهُ: شَهْبَيذَقُ، فَكَذلِكَ النَّأْيُ [الَّذِي يُزْمَرُ بِهِ] إِنَّمَا هُوَ نَرْمَناي، ويُقَالُ للنَّرْدِ أَيضًا: الأرنُ، والكُوْبةُ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّه الطَّبْلُ، وَذَكَرَ بَعْضُهُم أَنّه يُقَالُ لَهُ: الطُّبَنُ، وذلِكَ غَلَط، إِنَّمَا الطُّبَنُ: القِرْقُ لَا النَّرْدُ، وهي القِرْقَةُ والسُّدَّرُ. والطُّبَنُ: اللِّعْبُ بالطُبَنِ (¬2).
- وَذَكرَ حَدِيثَ: "إِنَّ اللهَ يَغفِرُ لِكُلِّ مذْنبٍ إلَّا لِصَاحِبِ كوْبةٍ أوْ عَرْطَبةٍ".
- فَقَال: العَرْطَبَةُ: عُوْدُ الغِنَاءِ (¬3). ويُقَالُ لَهُ أَيضا: الكِنَّارَةُ (¬4)، والكِرَّانُ، والمِزْهَرُ (¬5). وقِيلَ: إِنَّ الكِنَّارات: الدُّفُوْفُ.
¬__________
(¬1) جمهرة اللُّغة (640) قال: "فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ" وعنه في المُعَرَّب (331)، وزاد: وفي الحديث: "من لَعِبَ النَرْدَشِير" وهو منسوبٌ إلى واضعه: أردشير بن بابك فيما يُقالُ. وهو من ملُوْكِ الفُرْسِ.
(¬2) اللسان: (قَرَقَ) و (سَدَرَ) قال: "ولُعْبَةُ للعَرَبِ يُقَالُ لَهَا: السُّدَّرُ والطُّبَنُ ... ".
(¬3) في جمهرة اللغة لابن دُرَيدٍ (2/ 1121): "العُرْطُبَّة: الطَّبْلُ" وذكر الحديث، وجاء في "اللّسان"، و"القاموس" وغيرها بتخفيف الباء. وفي قصد السَّبيل (2/ 288) قال: العَرْطَبَةُ: اسمٌ للعُود من الملاهي. وقيل: الطَّبْلُ، وقال أبو عَمْرٍو العَرْطَبةُ الطُّنْبُوْرُ: فارسيّ معرَّبٌ" وَذَكَر الحديثَ أيضًا، ويُراجع: المُعَرَّب للجَوَاليقِي (282)، والحديث وشرحه في غريب الحديث لأبي عُبَيدٍ (4/ 278)، والفائق (2/ 412)، والنّهاية (3/ 216). ويُقَال: عَرْطَبة وعُرْطُبَة.
(¬4) اللّسان، والتَّاج (كَنَز).
(¬5) في اللسان (زهو): "المِزْهَرُ: العُوْدُ".

الصفحة 366