كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

فَمَا نَفَرَتْ جِنِّي وَلَا فُلّ مِبْرَدِي ... وَلَا أَصْبَحَتْ طَيرِي مِنَ الخَوْفِ وَقعًا
وتُسَمِّي المَلائِكَةَ جِنًّا وجِنَّةً.
- و [قَوْلُهُ "وَبِهَا الدَّاءُ العُضَالُ"]. يُقَالُ دَاءٌ عُضَالٌ، وعُقَامٌ، وعَقَام، ونَاجِسٌ، ونَجِيسٌ: إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ دَوَاءٌ.

[مَا جَاءَ في قَتْلِ الحَيَّاتِ ... ]
-[قَوْلُهُ: "إلا ذَا الطُّفْيتينِ وَالأبْتَرُ"] [32]. ذُو الطُّفْيَتينِ هُوَ الَّذِي في ظَهْرِهِ خَطَّانِ أَسْوَادَانِ. وأَصْلُ الطُّفْيَةِ: خُوْصَةُ المُقْلِ شُبِّهَ بِهَا الخَطُّ الَّذِي في ظَهْرِهِ.
-[قَوْلُهُ: "قَتْل الجِنان "]. الجِنَانُ: حَيَّاتٌ رِقَاقٌ خِفَافٌ، وَاحِدُهَا جَانٌّ.
- و [قَوْلُهُ: "فَإنَّمَا هوَ شَيطَانٌ"] [33] أَي: إِنَّ الشَّيطَانَ يتصَوَّرُ بِصُوَرِ الحَيَّاتِ، والعَرَبُ تُسَمِّي الحَيّةَ الخَفِيفَةَ الجِسْمِ شَيطَانًا، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ [تَعَالى] (¬1): {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}.
- قِيلَ لِعَاصِمٍ (¬2) في مَعْنَى الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ فَقَال: ألمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُمْ: "حَارَ
¬__________
= جُمِعَ أَصْلًا وله مقطعات في "الحماسة" وغيرها قد لا تفي بتحديد معالم شاعريته. يُراجع في أَخْبَاره: المؤتلف والمختلف (248)، ومعجم الشُّعراء (285)، والخزانة وغيرها. والبيت مع بيتين آخرين له في الحماسة "رواية الجواليقي" (116) وهما:
ذَهَبْتُ فَلُذْتُم بالأمِيرِ وقُلْتُمُ ... تركْنَا أَحَادِيثًا ولَحْمًا مُوَضَّعَا
فَمَا زَادَني إلا سَنَاءً ورِفْعَةً ... وَلَا زَادَكُم في النَّاسِ إِلا تَخَشُّعًا
(¬1) سورة الصَّافات.
(¬2) غريب الحديث لأبي عُبَيدٍ (1/ 220)، وبه: "سُئِلَ عَاصِمٌ عن مَعْنَى الحَوْرِ ... " وَعَاصِمٌ لَعَلَّه القَارِئُ المَشْهُوْرُ، أَحَدُ السَّبعَةِ.

الصفحة 378