كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
كَأَقْوَالٍ وأَقَاويلَ، وأَنْعَامٍ وأَنَاعِيمَ. وَقَال أَبُو سَعِيدٍ الضرِيرُ (¬1): الأسِنَّةُ جَمْعُ سِنَانٍ، والعَرَبُ تَقُوْلُ: "الحَمْضُ يَسِنُّ الإبِل عَلَى الخَلَّة"] أَي: يُقَوِّيهَا ويُشَهِّيهَا، والسِّنَانُ: الاسْمُ [مِنْ سَنَّ يَسِنُّ] (¬2)، وَهُوَ القُوَّةِ. و"الحَمْضُ" مَا مَلُحَ مِنَ النَّبَاتِ. و"الخَلَّةُ" مَا خَلا مِنْهَا. و"النِّقْيُ": المُخُّ، أَنْقَى العَظْمَ: إِذَا صَارَ فِيهِ مُخٌ. والدَّوَابُّ: تَنْشَطُ لِسَيرِهَا باللَّيلِ أَكْثرُ مِنْ سَيرِهَا بالنَّهَارِ، وَكَذلِكَ أَصْحَابُهَا؛ وَذلِكَ لِبَرْدِ اللَّيلِ وحَرِّ النَّهَارِ، وَلِذلِكَ قَال: "فَإِنَّ الأرْضَ تُطْوَى بالليلِ ... " الحدِيثُ.
[مَا جَاءَ في المَمْلُوْكِ وهِبتَهِ]
-[قَوْلُهُ: "تَجُوْسُ النَّاسَ"] [44] جَاسَ وحَاسَ لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَطِئُوْا، يُقَال: جَاسَتْهُمْ الخَيلُ، وَسَمِعَ أَبُو زَيدٍ أَبَا سِوَارٍ الغَنَويُّ [يَقْرَأُ]: {فَحاسُوا خِلَال الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} (¬3) فَأنكرَ عَلَيهِ فَقَال: هُمَا بِمَعْنى وَاحِدٍ: وَرَوَاهُ ابنُ كِنَانَةَ (¬4) عَنْ مَالِكٍ:
¬__________
(¬1) هوَ أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ البَغْدَادِيُّ، لَقِيَ ابنُ الأعْرَابِي، وأَبَا عَمْرٍو الشَّيبَانِيَّ، وغَيرَهُمَا. أَخْبَارُهُ في: مُعْجَم الأُدَبَاء (3/ 15)، وإِنْبَاه الرُّواة (1/ 41)، ونكت الهِمْيَان (96).
(¬2) عن التَّهذيب للأزهري.
(¬3) سورة الإسراء، الآية: 5. وفي المُحتسب لابن جنِّي (2/ 15): "ومن ذلِكَ قِرَاءَةُ أَبي السَّمَّالِ ... قَال أَبُو الفَتْحِ: قَال أَبُو زَيد أَوْ غَيرُهُ قلتُ له إنَّما هِيَ: "فَجَاسُوا" فقال: حَاسُوا وَجَاسُوا وَاحدٌ .. "وَأَبُو السَّمَال الَّذِي يَرْوي عنه أَبُو زَيدٍ في النَّوادر (313) واسمُه قَعْنَبُ بنُ أَبِي قَعْنَبٍ العَدَويُّ البَصْرِيُّ، من فُصَحَاءِ الأعْرَابِ. يُراجع: طبقات القراء (2/ 27)، والدُّر المصون (7/ 314)، وقرأ كذلك طَلْحَةُ أيضًا يُراجع: البحر المُحيط (6/ 10)، وقراءةُ أبي السَّمَّالِ أيضًا في المُحَرَّرِ الوَجِيزِ (9/ 20).
(¬4) هو عُثْمَان بنُ عِيسَى بن كِنَانَةَ الفَقِيهُ، أَبُو عَمْرٍو المَدَنِيُّ (ت 183 هـ). قَال يَحْيَى بن بُكَيْرٍ: لم =
الصفحة 382