كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

"تَسُق النَّاسَ" مَكَانَ "تَجُوْسُ".
وَمَعْنَى باءَ (¬1): احْتَمَلَ: [قَال تَعَالى] (¬2): {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ} أَي: تَحْتَمِلَ. "فَإنَّ الدَّهْرَ هُوَ الله" أَي: إِنَّ الدَّهْرَ لَا يَفْعَلُ شَيئًا، والفِعْلُ كُلُّه إِنَّمَا هُوَ للهِ فَمَنْ سَبَّ الدَّهْرَ فَإِنَّمَا يَسُبُّ اللهَ الَّذِي يُصَرِّفُهُ. وسَمِعَ زِيَادٌ (¬3) رَجُلًا يَسُبُّ الزَّمَانَ فَقَال: لَوْ تَدْرِي مَا الزَّمَانُ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، إِنَّمَا الزَّمَانُ هُوَ السُّلْطَانُ. وَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ يُرَادُ بِذَمِّ الدَّهْرِ ذَمُّ أَهْلِهِ كَمَا يُقَالُ: لَيل قَائِم ونَهَار صَائِمٌ، وَإِنَّمَا الصَّائِمُ القَائِمُ أَهْلُهُ.
¬__________
= يَكُنْ في حَلْقَةِ مالكٍ أَضْبَطَ ولا أَدْرَسَ من ابن كنانة. أخبارُهُ في: طبقات الفُقَهَاء لأبي إسحاق الشِّيرازيّ (146)، وترتيب المدارك (2/ 177)، وكان قد ذكر ص (146) أنَّه هو وابن أبي الزُبير غَسَّلا مالكًا يومَ مَوْتهِ -رحمهم الله-.
(¬1) من باب الكلام الآتي بعده.
(¬2) سورة المائدة، الآية: 29.
(¬3) هو زياد بن أبي سفيان المعروف بـ "زياد بن أبيه". وقد تَقَدَّم ذكره.

الصفحة 383