كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
[كِتابُ الكلامِ] (¬1)
[مَا يُكْرَهُ مِنَ الكَلامِ بِغَيرِ ذِكْرِ اللهِ]
قَدِمَ الزِّبْرِقَانُ (¬2) وعَمْرُو بنُ الأهْتَمِ (¬3) عَلَى رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَال الزِّبْرِقَانُ: يَا رَسُوْلَ الله أَنَا سَيِّدُهُمُ، والمُطَاعُ فِيهِمْ، آخُذُ لَهُمْ بِحَقِّهِمْ، وأَمْنَعُهُمْ عَنْ الضِّيمِ، وَهَذَا يَعْلَمُ ذلِكَ -يَعْنِي: عَمْرًا-، فَقَال عَمْرٌو: أَجَلَ يَا رَسُوْل اللهِ، إِنَّهُ لَمَانَعٌ لِحَوْزتهِ، مُطَاعٌ في عَشِيرَتِهِ، شَدِيدُ العَارِضَةِ فِيهِمْ، فَقَال الزِّبْرَقَان: أَمَا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ، وَلِكِنَّهُ حَسَدَنِي شَرَفِي. فَقَال عَمْرٌو: أَمَّا
¬__________
(¬1) المُوَطَّأ رواية يَحْيَى (2/ 984)، ورواية سُويد (521)، وتفسير غريب الموطأ (2/ 170)، والاستذكار (27/ 299)، والمنتقى (7/ 308)، والقَبَس لابن العَرَبِي (1162)، وتنوير الحوالك (3/ 148)، وشرح الزُّرقاني (4/ 400)، وكشف المُغَطَّى (376).
(¬2) الزِّبْرِقَانُ لَقَبُ حُصينِ بنِ بَدْرِ بنِ خَلَفٍ السَّعْدِيُّ؛ من بني سَعْدِ بن زَيدِ مَنَاةِ بن تَمِيمٍ. ولُقِّبَ بـ "الزِّبْرِقَانِ"؛ وهو القَمَرُ لِجَمَالِهِ؛ لذلِكَ يُقَالُ لَهُ: قَمَرُ نَجْدٍ. وقيلَ في سَبَبِ تَلْقِيبِهِ غيرُ ذلِكَ. أَسْلَمَ وَوَفَدَ على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو مَعْدُوْد في شُعَرَاءِ الصَّحَابَةِ -رضي الله عنهم-. لَهُ أَخْبَارٌ وَأَشْعارٌ في: الأغاني (2/ 179)، والإصابة (1/ 586) ... وغيرهما، وَجَمَعَ أَشْعَارَهُ الدُّكتور سُعُود محمود الجابر، وطبع في مؤسسة الرِّسَالة سنة (1404 هـ).
(¬3) عَمْرُو بنُ سِنَان بن سُمَيِّ بن سِنَانِ، وَمَا قيل عن صَاحِبه الزِّبْرِقَانِ يُقَالُ عنه أنَّه سَعْدِيُّ، تَمِيمِيٌّ، وأنَّه جَمِيلُ الصُّوْرَة حَتَّى لُقبَ بـ "المُكَحَّلِ" وأنه من سَادَاتِ بني تَمِيم، وأنَّه أدرَك الجَاهِلِيّةَ، ولَمَّا جَاءَ الإسْلامُ وَفَدَ على النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وأَسْلَمَ، وأنَّه معدود من شُعَرَاءِ الصَّحَابَةِ. أَخْبَارُهُ في: الشِّعر والشُّعراء (401)، والإصابة (7/ 86)، وأشعاره جمَعَهَا الدُّكتور سعود المذكور في سابقه، وهما معًا في كتابٍ واحدٍ "شِعْرُ الزِّبْرِقَانِ بن بَدْرٍ وعَمْرِو بنِ الأهْتَمِ".
الصفحة 385