كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)
[كِتَاب الصَّدقَة] (¬1)
[الترْغِيبُ فِي الصَّدَقَةِ]
-[قَوْلُهُ: "مَالٌ رَابِحٌ"] [2]. رَابِحٌ يَعُوْد عليه من هَيئَةِ الرِّبحِ، وهَذِهِ اللَّفْظَةُ تَجْري مَجْرَى النَّسَب كَقَوْلهِ [تَعَالى] (¬2): {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21)}، وإِلا فَكَان الوَجْهَ أَنْ يَقُوْلَ: مَرْبُوْحٌ. وَمَن رَوَى: "رَائِحٌ" أَرَادَ: يَرُوْحُ عَلَيكَ خَيرُهُ كَمَا تَرُوْحُ المَاشِيَةُ مِنَ المَرْعَى. وَقَدْ تَقَدَّمَ الكَلامُ في قَوْلهِ: "يَا نِسَاءُ المُؤْمِنَاتِ".
- وَ [قَوْلُهُ: "شَاةً وَكفَنها"] (¬3) [5]. كَانُوا يَسْلَخُوْنَ الشَّاةَ ويُلْبِسُوْنَهَا عَجِينًا ثُمَّ يُعَلِّقُوْنَهَا في التَّنُّوْرِ لئَلَّا يَسِيلَ مِنْ وَدَكِهَا شَيءٌ، وَكَانُوا رُبَّمَا عَلَّقُوا الشَّاةَ المَسْلُوْخَةَ في التَّنُّوْرِ دُوْنَ أَنْ يُلْبِسُوْهَا عَجِينًا وَوَضَعُوا ثَرِيدَةَ يَقْطُرُ فِيهَا شَحْمُهَا.
[مَا جَاءَ في التَّعَفُّفِ عَنِ المَسْأَلَةِ]
- وَقَوْلُهُ: "مَا يَكُوْنُ عِنْدِي مِنْ خَيرٍ"] [7]. رُويَ: "مَا يَكُنْ" بالجَزْمِ عَلَى مَعْنَى الشَّرْطِ. وَرُويَ: "مَا يَكُوْنُ" بالرَّفْعِ عَلَى أَنْ تكوْنَ "مَا" بِمَعْنَى "الَّذِي" وكِلاهُمَا صَحِيحٌ، إِلَّا أَنَّ الشَّرْطَ أَحْسَنُ ها هنَا، لِمَجِيءِ الشُّرُوْطِ المَذْكُوْرَةِ بغَيرِ هَاءٍ
¬__________
(¬1) الموطَّأ رواية يحيى (2/ 995)، ورواية أبي مُصْعَبٍ الزُّهري (2/ 174)، ورواية سُوَيدٍ (537)، ورواية محمَّد بن الحسن (328)، وتفسير غريب الموطَّأ لابن حبيبٍ (2/ 177)، والاستذكار (27/ 393)، والمُنتقى لأبي الوليد، (7/ 319)، والقَبَس لابن العَرَبيِّ (3/ 1188)، وتنوير الحَوَالِك (3/ 156)، و"شرح الزُّرقاني (4/ 421)، وكشف المُغَطَّى (381).
(¬2) سورة الحاقة، الآية: 21.
(¬3) كفنها: ما يُغَطِّيها من الأقراصِ الرِّقاقِ.
الصفحة 395