كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

-[قوله]: "وَمَنْ يَسْتَعْفُّ يُعِفُّهُ اللهُ"] [7] بِرَفْعِ الفَاءِ وبضمِّهَا.
- قَوْلُهُ: "لِيَأخُذُ" [10]. أَرَادَ: لأنْ يَأْخُذَ، فَلَمَّا حَذَفَ النَّاصِبَ رَفَعَ الفِعْلَ، ورُبَّمَا فَعَلَتِ العَرَبُ ذلِكَ إلَّا أنَّه قَلِيل، وَمِنْه (¬1): "تَسْمَعُ بالمُعَيدِي خَيرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ" وَعَلَيهِ تُأُوِّلَ قَوْلُهُ [تَعَالى] (¬2): {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} وَقَوْلُ طَرَفَةَ (¬3):
* ... أَخْضُرُ الوَغَى *
ورُبَّمَا حَذَفُوا "أَنْ" وَتَرَكُوا الفِعْلَ مَنْصُوْبًا، وَلَا يُوْجَدُ ذلِكَ إِلَّا في الشِّعْرِ، وَعَلَى هَذَا رُويَ بَيتُ طَرَفَةَ:
* ... أَخْضُرَ الوَغَى *
بِنَصْبِ الرَّاءِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَامِرِ بنِ جُؤَينٍ الطَّائِيِّ (¬4):
فَلَمْ أَرَ مِثْلَهَا خَبَاسَةَ وَاحِدٍ ... وَنَهْنَهْتُ نَفْسِي بَعْدَ مَا كِدْتُ أَفْعَلَهْ
فَنَصَب "أَفْعَلَه".
- قَوْلُهُ: "مِنْ حَاجَتِهِمْ" [11]. "مِنْ" ها هنَا زَائِدَةٌ، كَمَا تَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ مِنْ رَجُلٍ، وَمَا جَاءَنِي مِنْ أَحَدٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ [تَعَالى] (¬5): {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ} فَتكوْنُ زِيَادَتُهَا لِتَأْكِيدِ النَّفْي، وَقَال الحَرْبِيُّ (¬6): تزادُ لِلْجِنْسِ في قَوْلكَ: مَا
¬__________
(¬1) سورة الزمر، الآية: 64.
(¬2) تقدَّم ذكر الآية والشَّاهد بعدها مرارًا.
(¬3) تقدَّم ذكره.
(¬4) تقدَّم ذكره أيضًا.
(¬5) سورة النساء، الآية: 157.
(¬6) هُوَ أَبُو إسْحَاق إبْرَاهِيمُ بنُ إِسْحَاق الحَرْبِيُّ (ت 298 هـ) صَاحبُ "غَرِيبِ الحَدِيثِ" ... =

الصفحة 396