كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

أَوَّلُ خُلْعٍ وَقَعَ في الإسْلامِ (¬1)، وَقَد رُويَ أَنّها أمُّ حَبِيبَةَ بِنْت عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ، والمَشْهُوْرُ مَا قَال مالك: الخُلْعُ طَلاق بَائِنٌ تَنْقَطِعُ بِهِ العِصمَةُ بَينَ الزَّوْجَينِ؛ لأنَّه لَمَا أَخَذَ مِنَ المُطَلَّقَةِ عِوَضًا، وَكَانَ كُلُّ مَنْ مَلَكَ عِوَضَ شَيءٍ خَرَجَ عَنْ مُلْكِهِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ رَجْعَة فِيمَا مَلَكَ عَلَيهِ.

[طَلاقُ المُخْتَلَعَةِ]
- وَ [قَوْلُهُ: "أنَّ رُبيِّعَ (¬2) بِنْتَ مُعَوِّذِ بنِ عَفْرَاءَ" [33]. مُعَوِّذٌ ومُعَوَّذٌ رِوَايَتَانِ. والحَدِيقَةُ: الجَنَّةُ الَّتِي يُحْدِقَ بِها حِيطَانٌ مِمَّا (¬3) يَمنَعُ دُخُوْلها (¬4).
¬__________
= بَكْرَةَ الثقفِي الصحابِيِّ المَشْهُوْرِ لأمهِ. قَال الحَافِظُ الذهبِيُّ: اسْتَلْحَقَهُ مُعَاويَةُ بأنهُ أَخُوْهُ (ت سنة 53 هـ). أَخْبَارُهُ في: طبقات ابن سعد (7/ 99)، والتَّاريخ الكبير للبُخَارِيِّ (3/ 357)، وسير أعلام النُّبلاء (3/ 494).
(¬1) قال الشَّيخُ إسماعيلُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن بَاطِيش المَوْصِلِي في كتابه "غاية الوسائل إلى معرفة الأوائل" (مخطوط): "أوَّلُ خُلْعِ كان في الإسلام من ثابت بن قَيسِ بن شَماسٍ، عن سَهْلِ بن أبي حثمة قال: كَانَتْ حَبِيبة بِنْتُ سَهْلٍ تحتَ ثَابتِ بنِ قَيسٍ فَكَرِهتْهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَجَاءَتْ إِلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ... " قَال: وَكَانَ ذلِكَ أَوَّل خُلْعٍ في الإسلام".
(¬2) رُبيَع صَحَابِيَّةٌ، كانت من المُبَايِعات تحتَ الشَّجَرة، بِضَمِّ الرَّاء وفَتْحِ البَاءِ وكَسْرِ اليَاءِ مُشَدَّدًا.
أَخْبَارها في: طَبقات ابن سَعدٍ (327)، والاستيعاب (1827)، وسير أعلام النُّبلاء (3/ 198)، والإصابة (7/ 641)، ويُراجع ضَبْطُ لَفْظها في المُؤتلف والمُختلف للدَّارقُطني (2/ 1023)، والإكمال (10/ 294)، والتوضيح (2/ 43) (مخطوط). وَحَدِيثُ رُبَيِّع في صحيح البُخاري (كتاب الطلاق) بابِ الخُلْعِ وَكَيفَ الطَّلاق فيه. الفتح (6/ 170).
(¬3) في الأصل: "ما منع".
(¬4) هذه الفَقْرَةُ لَيسَتْ مِنَ المُوَطَّأ (رواية يحيى). ومَوقعها في حديث قَيس وحَبِيبةَ فَقَدْ جَاءَ في =

الصفحة 40