كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

أَعْقَبَ الأنْبِيَاءَ والمُقَفَّى: قَفَا عَلَى أثرِ الأنْبِيَاءِ: والحَاشِرُ: الَّذِي يَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ. والأشْبَهُ أَنْ يَكُوْنَ مَعْنَى الكَافِّ. الّذِي كَفَّ النَّاسَ عَنِ المَعَاصِي، والفَاتِحُ: فَتَحَ اللهُ بِهِ الإسْلامَ، وفارقليطي وفارقليط، قَال ثَعْلَبٌ (¬1) يُفَرِّقُ بَينَ الحَقِّ والبَاطِلِ، قَال: وَمَعْنَى حُمْيَاطَى (¬2): يَحْمِي الحَرَمَ، ويَمْنَعُ الحَرَمَ، ويُوْطِئُ الحَلال، وَ"مَاذَه مَاذَ" طَيِّبٌ طَيِّبٌ (¬3). و"الحَاشِرُ" الَّذِي يُحْشَرُ النَاسُ في أَيَّامِهِ، وفي نبوءَتِهِ، وَ"العَاقِبُ" عَقِبَ الأنْبِيَاءَ بالأمْرِ والنَّهْيِ. والمُقَفَّى المُتبعُ المُمْتَنُّ. والخَاتَمُ: أَحْسَنُ الأنْبِيَاءِ خُلْقًا وخَلْقًا كَأَنَّهُ أَرَادَ جَمَال الأنْبِيَاءِ كَالخَاتَمِ الَّذِي يتجَمَّلُ بِهِ، وَقِيلَ في قَوْله تَعَالى (¬4): {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} في قِرَاءَةِ
¬__________
= في القرآن والحديث، وبعضها في الكتب القديمة؟ يُراجع: الرّياض الأنيقة (14)، وعارضة الأحوذي (109/ 281).
(¬1) عن ثعلب أيضًا في الرِّياض الأنيقة (219).
(¬2) في الرياض الأنِيقَةِ (147)، ذَكرَهُ جَمَاعَةٌ ممن تكَلَّم عَنِ الأسْمَاءِ، وضَبَطَهُ شَيخُنَا الإمَام الشُّمُنيُّ بفتح الحَاءِ، والميم المُشَدَّدَةِ، وبالطَّاء المِهْمَلَة، وبعدها ألف مُثنَّاة تحتية، قال: فقال أبو عُمَرَ: سألت بعضَ من أسلم من اليهود عنه فقال معناه يَحْمِي الحَرَمَ، ويمنَعُ مِنَ الحَرَامِ -انتهى- وضَبَطَهُ صَاحِبُ "الغَرِيبَينِ" بكَسْر الحَاءِ، وسكونِ المِيمِ، وتقديم اليَاءِ، وألف بعدها طاء مُهْمَلَة، وألفٌ، فقال: حِمْياطا، وفَسَّرَهُ بحَامِي الحَرَمِ.
(¬3) الرِّياضُ الأنيقَةُ (258)، قال ذَكرَهُ القَاضي عِيَاضٌ، وَقَال: وهو اسمُهُ في الكُتُبِ السَّالِفَةِ، ومَعْنَاهُ: طَيِّبٌ طَيِّبٌ، وضَبَطَهُ شَيخُنَا الإمَام الشُّمُنِّي بفَتْحِ المِيمِ، وأَلف غَيرِ مَهْمُوْزَة، وذَالٍ مُعْجَمَةٍ.
(¬4) سورة الأحزاب، الآية: 40. وقراءةُ الفَتْحِ هي روايه حَفْصِ عن عاصم. قال ابنُ مُجَاهِدٍ في السبعة (522): "اختَلَفُوا في فتح التَّاءِ وكَسْرِهَا من قوله: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} فَقَرَأَ عَاصِمٌ وَحْدَهُ: {وَخَاتَمَ} بِفَتحِ التَّاءِ. ويُراجع: الحجة لأبي عَلِي (5/ 476، 477)، وإعراب القراءات لابن خالويه (2/ 201)، قال ابنُ خَالويه: "قرأ عاصم وحده {وَخَاتَمَ} بفتح التَاء، واحتَج بأن عليًّا - رضي الله =

الصفحة 408