كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 2)

التَّعْلِيقِ (¬1) لِلْمؤَلِّفِ رحمه الله مَا نَصُّه
... نُكَتٌ في [كتَابِ الجَا] مِعِ، وَمَوَاضِعَ مُتَفرِّقة مِنَ "المُوَطَّأ".
- شَاهِدٌ على كتاب الجامع أنَّه مثل "صلاةِ الأوْلَى" و"مَسْجِدُ الجَامِعِ" قول الراعِي (¬2):
¬__________
(¬1) كَذَا جَاءَ في الأصْلِ، وقبله كلامٌ لم يتَّضحْ، معناه "أنَّه وُجد بخط المؤلِّف" أو ما في معناها.
(¬2) ديوانه (147)، وهو من قَصِيدَة طَويلَةٍ أَوَّلُهَا:
أَلمْ تَسْأَلَ بِعَارِمَةَ الدِّيَارَا ... عَلَى الحَي المُفَارِقِ أَينَ سَارَا
بِجَانبٍ رَامَةٍ فَوَقَفْتُ يَوْمًا ... أُسَائِلُ رَبْعَهُنَّ فَمَا أَحَارَا
وَعَارِمَةُ وَرَامَةُ: مَوْضِعَان مَعْرُوْفَانِ، يُرَاجع: معجم البُلدان (3/ 20، 4/ 75) وهما في منطقة القَصِيم قَرِيبان من مدينتنا عُنَيزَةَ -حَرَسَهَا اللهُ تَعَالى -وهُمَا على تَسْمِيَتِهِمَا - وإِنْ شِئْتَ فَأنشِدْ قَوْلَ بِشْرِ بن أَبِي خَازِمٍ الأسَدِيِّ [ديوانه: 109]:
عَفَا رَسْمٌ بِرَامَةَ فالتِّلاعِ ... فَكُثْبَانِ الحُفَيرِ إلَى لُقَاعِ
فَجَنْبِ عُنَيزةٍ فَذَوَاتِ خَيمٍ ... بِهَا الغِزْلانُ وَالبقَرُ الرِّتَاعُ
يُراجع: المَنَازِلُ والدِّيَار للأمير أُسامة بن مُنْقِذٍ (1/ 213) و"لُقَاعَ" هو المَعروف الآن بـ"القَاعِ" وهو حَيٌّ مَعْرُوْفٌ في وَسَطِ مَدِينَة عُنيزة، وهو حَيُّنَا الَّذي كُنَّا نَسْكُنُهُ قبلَ التَّوسُّعِ العِمْرَانِيِّ الَّذي حَصَلَ في المدينةِ، وإزالةِ المَبَاني القَدِيمَةِ فيها ضِمْنَ هَذَا التَّوسُّعِ، ومثله تمامًا قالوا: "الغَاط" اسمُ البلدة المَعروفة في نجد، وأَصْلُهُ "لُغَاطُ". والشَّاهد الَّذي أنشده المؤلِّفُ في المُحكم لابن سيده (1/ 224)، والإيضاح لأبي علي الفارسي (272)، وشرحه لعبد القاهر "المقتصد" (2/ 794)، والإنصاف لابن الأنباري (437)، واللِّسان، والتَّاج (دبب) ويروى: "جانب الشَّرقي". قال القَيسِيُّ في شرح أبيات الإيضاح (1/ 137): "قوله: "جانب الغربي" يريد جانب المكان الغربي، فَحَذَفَ المَوْصُوْفَ الَّذي هو "المكان" وأقام الصِّفَةَ مَقامَهُ وهو قَبِيحٌ؛ لإقَامَةِ الصِّفَةِ مَقَامَ المَوْصُوْفِ، وهو كلامٌ مُزَالٌ عن جِهَتِهِ ... ".

الصفحة 415